أثار إعلان مشاركة شخصيات يمنية في ما يسمى بـ"المؤتمر القومي العربي" المنعقد في العاصمة اللبنانية بيروت، موجة واسعة من السخط والاستياء في الأوساط السياسية والشعبية اليمنية، بعد أن تبيّن أن زعيم مليشيا الحوثي الإرهابية المدعو عبدالملك الحوثي شارك في المؤتمر عبر كلمة متلفزة احتفت بها وسائل إعلام المليشيا.
واعتبر ناشطون وسياسيون يمنيون أن مشاركة أي شخصيات يمنية في مؤتمر كهذا تموله إيران وتستثمره أذرعها في المنطقة، تعد تواطؤًا مع مشاريع طهران الطائفية، ومحاولة لتلميع مليشيا انقلابية مصنّفة إرهابيًا، تسببت في تدمير مؤسسات الدولة وتشريد ملايين اليمنيين.
وأكد مراقبون أن المؤتمر الذي يفتقر لأي طابع رسمي أو غطاء سياسي معتبر، تحول إلى منصة لترديد الخطاب الإيراني الممجوج، وتبرير جرائم المليشيات التابعة لطهران، مشيرين إلى أن حضور شخصيات فقدت تأثيرها منذ عقود يعكس هشاشة هذا التجمع الذي تحاول إيران استخدامه كواجهة سياسية لتسويق أذرعها.
ورأى محللون أن احتفاء الحوثيين بمشاركتهم في المؤتمر وتصويره كـ"اختراق سياسي" أو "كسر للعزلة" لا يعدو كونه محاولة يائسة لتجميل صورتهم المهترئة داخليًا وخارجيًا، مؤكدين أن الغالبية الساحقة من اليمنيين تنظر للحوثيين كأداة إيرانية لتقويض الدولة وتهديد الأمن القومي العربي.
وأوضح محللون أن السخط الشعبي المتصاعد في اليمن يعكس الوعي بخطورة هذه التحركات الدعائية التي تحاول من خلالها المليشيا كسر عزلتها الدولية، مؤكدين أن الشعب اليمني بات يدرك تمامًا أن مثل هذه المؤتمرات الشكلية لا تمثل إلا غطاءً سياسيًا للمشاريع الإيرانية في المنطقة.