سلّط الكاتب طارق حاتم الضوء على واحدة من أكثر القضايا حساسية في محافظة عدن، وذلك في قراءة نقدية نشرها حول التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المدينة خلال السنوات الأخيرة. وأشار حاتم إلى أن عدن تقف اليوم أمام منعطف اقتصادي شديد القسوة، بعدما كانت تعرف طبقة متوسطة تمثّل توازن الحياة، وطبقة محدودة الدخل تعيش بكرامة رغم ضيق الحال.
وبحسب رؤيته، فإن المشهد تبدّل بصورة حادة؛ إذ اختفت الطبقة الوسطى تقريبًا، وتحوّلت إلى قاع الطبقة الدنيا، فيما برزت على السطح طبقة جديدة وصفها بأنها «أرستقراطية مُستحدثة»، لا تمتلك جذورًا اقتصادية حقيقية، وإنما تشكّلت نتيجة تحالفات سياسية وامتيازات ظرفية فرضتها المرحلة الراهنة.
وأوضح حاتم أن هذا التحول أفرز شخصيات كانت قبل سنوات تبحث عن مورد للعيش، لكنها أصبحت اليوم—بين ليلة وضحاها—ضمن الفئات النافذة ذات الامتيازات، محاطة بهالة من المصالح التي تُعمّق الفجوة بين المجتمع وهذه الطبقة الصاعدة.
وفي سياق التناقضات الاقتصادية، أشار إلى أن المواطن في عدن يكافح أمام راتب لا يكاد يغطي أبسط الاحتياجات—إن وصل—في وقتٍ تظهر فيه مشاريع تُفتتح في المدينة لكنها لا تمس احتياجات الناس الأساسية, بل تندرج ضمن مشاريع استهلاكية فارهة لا تشبه واقع الغالبية.
وأضاف أن عدن تُدفع نحو صورة لا تعكس حقيقتها، فيما تتّسع الهوة بين المدينة وسكانها، وبين الفئات التي صعدت بلا تاريخ اقتصادي أو أثر إنمائي، وسط تقلّص خيارات المواطن وتزايد امتيازات هذه الفئات.
وختم الكاتب رؤيته بالتأكيد على أن عدن تتغيّر… لكنّ هذا التغيّر لا يحمل ملامح نهضة، بل يرسّخ واقعًا اقتصاديًا جديدًا يُعاد فيه تشكيل الطبقات على حساب الناس ومعيشتهم.
غرفة الأخبار / عدن الغد
