يطمح المنتخب الفلسطيني إلى «الأفضل» بعد مشواره الاستثنائي في كأس العرب لكرة القدم التي ودعها الخميس من ثمن النهائي بأداء صلب أجبر من خلاله نظيره السعودي، المتأهل إلى مونديال 2026، على خوض شوطين إضافيين كي يحجز بطاقته إلى دور الأربعة من البطولة المقامة في قطر.
على استاد لوسيل وبعد إنجاز بلوغ ثمن النهائي للمرة الأولى في سادس مشاركة متجاوزة مجموعة ضمت تونس وقطر المضيفة المتأهلتين إلى مونديال 2026، صمدت فلسطين أمام السعودية قبل أن تنتهي مغامرتها 1 - 2 بهدف سجله محمد كنو في الدقيقة 115.
وستخوض السعودية نصف النهائي للمرة السادسة في ثامن مشاركة، علماً بأنها تُوجت باللقب عامي 1998 و2002، لتواجه الفائز من مباراة الجمعة بين العراق والأردن.
وبعد توديع بطولة عنت الكثير للفلسطينيين بسبب حرب غزة التي بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وأودت حتى الآن بحياة 70373 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لـ«حماس»، قال مدرب المنتخب إيهاب أبو جزر، وفق ما نقل عنه موقع الاتحاد الدولي للعبة: «نبارك للمنتخب السعودي، لعبنا مباراة قوية، وكنا نداً حقيقياً لهم، كنا نرغب في أن نواصل مغامرتنا في البطولة».
وواصل: «لعبنا بتكتيك الصمود لأطول فترة ممكنة، قبل أن نبدأ بالبحث عن تسجيل الهدف، لكن ما حصل أننا تلقينا هدفاً».
وتقدمت السعودية في الدقيقة 58 من ركلة جزاء انتزعها سالم الدوسري ونفذها فراس البريكان بنجاح، لكن المنتخب الفلسطيني لم يتأثر وأدرك التعادل بعد 6 دقائق بهدف لعدي دباغ».
بالنسبة لأبو جزر: «الأهم أننا استطعنا أن نبني منتخباً يملك شخصية في الملعب وقادراً على أن ينافس أقوى المنتخبات؛ حيث واجهنا 3 منتخبات تأهلت إلى كأس العالم، لذلك، نحن راضون عمّا قدمه اللاعبون. لقد قدموا أداءً رائعاً حاولوا من خلاله إسعاد الشعب الفلسطيني، لذلك نحن بحالة رضا، ونطمح للأفضل».
أما صاحب الهدف الفلسطيني عدي الدباغ، فقال في حديث لموقع الاتحاد الدولي: «نتمنى حظاً أوفر للاعبي المنتخب الفلسطيني فيما هو قادم. كنا نرغب في التأهل، لكن تفاصيل صغيرة حرمتنا من الفوز، هذه هي كرة القدم، تلقينا هدفاً في الدقائق الأخيرة حرمنا من مواصلة المشوار».
ورأى الدباغ الذي لم يتوقف عن القتال رغم معاناته من إصابة في الكاحل، أن «اللعب بالتنظيم الدفاعي يساعدنا على الصمود والقتال»، من دون أن ينسى مَن وقف خلف المنتخب طيلة البطولة، قائلاً: «أشكر الجماهير الفلسطينية على كل ما قدمتموه من أجلنا، وعلى الدعم، كنا نرغب في أن نفرحكم، لكن هذه حال كرة القدم».
ومن جانب السعودية، قال علي مجرشي، الذي كان أحد نجوم اللقاء، وفق ما نقل عنه موقع الاتحاد الدولي: «الحمد الله، تمكنا من الظفر ببطاقة التأهل، صحيح أننا لم نفعل ذلك خلال الدقائق التسعين لكن هذه هي ظروف المباراة، يبقى الأهم هو الفوز والتأهل. ونقول حظاً أفضل للمنتخب الفلسطيني في القادم».
ورفض المجرشي، في حديثه، تفضيل منتخب على آخر فيما يخص خصم نصف النهائي، مشيراً إلى أن المنتخب السعودي مهمته تنحصر في القتال على أرض الملعب، قبل أن يضيف: «نتمنى التوفيق للمنتخبين العراقي والأردني، نحن مهمتنا أن نؤدي المطلوب منا في المباراة المقبلة».
ورأى أن مواجهة الأردن أو العراق لن تقل صعوبة عن بقية مباريات البطولة لأنه «لا توجد مباريات سهلة، كل مباريات البطولة صعبة، مهمتنا أن نقاتل في الملعب، ونتمنى التوفيق».
وأقر المدرب الفرنسي للسعودية هيرفي رينارد بالصعوبة التي واجهها فريقه في مباراة الخميس، لكن «حققنا الفوز وهذا هو الأهم. لكن أعتقد أنه يجب علينا تهنئة منتخب فلسطين؛ حيث قاتلوا بشراسة للمباراة الخامسة على التوالي (مع الدور التأهيلي) وقد أبلوا بلاءً حسناً. نحن سعداء بكل تأكيد بالوصول لنصف النهائي، لكن نهنئهم أيضاً على عملهم».