يوميات سجين ( قصة )

جلسة الحكم. الاولى

من بين حشد الحضور الجالسون في قاعة المحكمة الضيقة يقف الحاجب مناديا بصوت متقطع على المتهم:

ع.ع تقدم نحو القاضي

تقدم المتهم ع.ع في ثقة من صدور براءته موجها نظره نحو القاضي ومعاونيه من أمانة السر ولمس في عيني أمينة السر فحوى الحكم وكأنها على علم مسبق بمنطوق الحكم فلمس نظراتها الساخرة كونها على علاقة بالطرف الأخر المدعي بالإتهام .

بدأ القاضي بتلاوة منطوق الحكم ومن العبارة الأولى أدرك المتهم أن القاضي متواطئ إذ أخذ يكيف الوقائع على خلاف مضمونها مستمر في تفنيذ المجريات الأحداثية على غير ماجرت .

ع.ع يقلب بصره في أنحاء الغرفة الضيقة التي أشتد ضيقها بتلاوة الحكم ويصرف القاضي بصره بعيدا عن المتهم حتى لا تقع في عينيه ويرى اللوم والإحتقار وسقوط هيبة المهنة

ينهض عضو النيابة مطالبا القاضي بتنفيذ الحكم الجائر قائلا:

سيادة القاضي .:

المتهم يعد مسجون من اللحظة

يجيب القاضي مواريا عينيه ملتفت بعيدا عن المتهم:

الكرة في ملعبك

عضو النيابة مناديا على أحد الحراس :

يا عسكري خذه إلى الحجز

ينقاذ المتهم يجر قدميه متألم من غرابة الحكم وعدم موافقته للوقائع وهو يتمتم بصوت خافت مسموع،:

حسبي الله ونعم الوكيل.

تتجه أنظار الحضور إليه وهو يغادر القاعة وهم في حيرة من تصرف عضو النيابة والقاضي والمتهم.

عصام مريسي