كان اليوم بالنسبة لي رائعا ؛لأنه كان في نظري زاهي زاهر بالوضوح والحقائق ،لا بألاسرار والخيال.
كانت الأسد صباح اليوم في الميناء على مد بصري كانت ترفل في ثياب من البهجة بالزي العسكري والاشراقة الجميلة ،وما كنت أرفع بصري نحوهما إلا وتمتلئ جوانب نفسي بالعظمة والإجلال.
وقع بصري على اسدين منتصبان اسم أحدهم عيدروس والآخر شلال ؛فهما ميزة ذلك الوطن الجليل الشأن ،يجذبان الأنظار من أبعاد شاسعة ،يستقبلان الأعداء بضربات موجعة مؤلمة ،حدقات عيناي اوجعتني بالنظر الشديد للأسد عيدروس وشلال ... العين لاتمل النظر إليهم لكن الكل نظر إلى الأعلى وصوت ضجيج قادم من السماء (ابااااااااااتشي)الكل يهتف بابتسامة ترتسم على شفاة الجميع .
نظرت إلى الأعلى فإذا بغزالة التحالف تستعد للهبوط ،فيظهران في تلك اللحظة ملوحة بديعة نقشتها تلك المدينة بمزيج من ألوانها المفرحة انها عدن الآخذ بمجامع القلوب .
هبطت الغزالة ..فلايسع الرائي عندئذ إلا أن يرمق ذالك بعين الاجلال والتقدير والاحترام .
إنه المارشااااااال.. (الرئيس هادي ) .
هادي ..وما إدراك ما هادي ..إنها لسعادة كبرى فبدأت استذكر حسنات ذلك البطل ،نافخ نسائم الأمل حين بدأت عاصفة الحزم والأمل .
يمر أمام ناظري بابتسامة موجهة لتلك الأبطال ،تحف به الحفاوة والترحيب ويمسك في ايدي الأسد عيدروس وشلال ويتجول في ميناء المعمورة .
وقفت في مكاني الكل يذهب خلفهم متجلي بأبهج مظهر .
خيل لي في تلك اللحظة أن أنوار تلك العظمة كانت تتماوج على سطح الرصيف المتلألئ بالأنوار السابحة فيه .
نظرت للحشد المتعالي بالبهجة والإشراق وهو يصول ويجول بداخل الميناء فكنت أراه كالإكليل المرصع يزيدها هيبة وإجلالا.
أما التعابير الصادرة علة وجوه الحاضرين والاحاسيس المرتبطة بقلوبهم ،فكانت تخيل لي أنها تمتزج بالانتصارات السابقة والملاحم البطولية النادرة المعلقة في جباة الشرفاء والابطال شعلة العزة والفخر والكبرياء يذكي فيها شرارة الأمل لشعب الجنوب . ويضفي الحزن والقهر والاذلال على النفوس المريضة التي تريد شرا لمدينة السلام .