عامٌ مضى على رحيل الأب الحنون والرجل العظيم والدي المناضل سالم منصور دعوس الجعدني، الذي رحل وودع هذه الدنيا ظهر يوم السبت السادس من يونيو 2020م، مصيبة عجزتْ أمامها الكلمات التي مهما كبرت فإنها لن تفي ألم ووجع رحيلك ووداعك، ذلك اليوم الذي غابت فيه شمسك عن حياتنا بعد صراع مبكر مع المرض. رحل والدي بلغة الأوفياء وودعنا بصمود وشموخ الكبرياء بعد أن عاش حياته بكفاح ونضال وتاريخ مشرف للأجيال القادمة..
ها هو عامٌ مضى على رحيلك يا أبي.. عامٌ محمل بالآلام وحرقات الحنين إليك، بعدما توسد جسدك الطاهر الثرى.
بكى عليك الجميع أهلاً وأصدقاء ومحبين حتى الغريب بكى وتأثر على رحيلك من هول ما شاهده من صدمة وحزن شديد في وجوه ونفوس من عرفوك يا أبي، كيف لا وأنت تركت إرثاً لايقدر بثمن عرفك الناس إنسانا مخلصاً، كريماً، عزيزاً، متسامحاً، راضياً، قنوعاً لا تغريك المناصب ولا الجاه، ملتزماً بإنسانيتك، تتمتع بخصال ومزايا حميدة جلها الإيمان ودماثة الخلق وحسن المعشر وطيبة القلب، متميزاً بالتواضع الذي زادك احتراماً وتقديراً ومحبة في قلوب الناس وكل من عرفك والتقى بك، فكنت قدوة ونموذجاً ومثلاً يحتذى في البساطة و الوداعة والرقة والعطف والحنان وعمل الخير وسمو الأخلاق وطهارة النفس والروح ونقاء القلب والعفوية والتسامح، وتعطي كل ما لديك بلا حدود.
إنّ الكلمات لا تستطيع أن تعبر عن الحزن الذي يشعر به كلّ من فقد والده، فهو بمفرده من يعاني من الفقد والمعاناة في الحياة، كلما شعر بالشوق إلى من يصعب لقاؤه، ولن تكفي الكلمات في وصف مرارة فقده، فأكثر اللحظات ألماً عندما تقف عاجزاً أمام رحيل من تحب.
لقد رحلت يا والدي، تاركاً وراءك أنفسا أنهكها الشوق والحنين لرؤيتك، وسماع صوتك، وتنفس رائحتك والتمتع بعذب حديثك والنظر إلى وجهك، والتفاؤل بصالح دعائك، والاهتداء بجميل نصحك والنهل من فيض حكمتك.
كم هي قاسية لحظات الوداع والفراق التي تسجل وتختزن في القلب والذاكرة، وكم نشعر بالحزن وفداحة الخسارة والفجيعة، ونختنق بالدموع، ونحن اليوم في ذكرى عام على رحيلك الذي غيبك الموت جسداً، لكنك ستبقى في قلوبنا ما بقينا على قيد هذه الحياة، ولن ننساك، وستظل أعمالك ونضالك ومآثرك وسيرتك نبراساً وقدوة لنا. نم مرتاح البال والضمير، فقد قمت بدورك على أحسن وجه، والرجال الصادقون الأوفياء أمثالك لا يموتون، وما لي في هذا المقام إلا أن أقول أن الموت حق علينا جميعًا ولا اعتراض على قضاء الله.. اللهم ارحم روح أبي التي رحلت ولم يكتفي قلبي من حبه ولا عيني من رؤيته واسكنه فسيح جناتك يارب العالمين.
اللهم برد على قبره وأجمعنا به في جناتك .