هل ستلقط القوى الجنوبية الحرة والمستقلة الفرصة وستجيد استغلال الحراك الدولي والإقليمي؟!

نتابع الحراك الدولي والإقليمي فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني ، ومحاولات أمريكا والغرب خطب ود إيران ،ومحاولة تكييف ذلك كورقة ضغط على روسيا في حربها ضد اوكرانيا أو على الأقل لتحييدها والحيلولة دون أن تصب لصالح روسيا ..

 ولهذا تضغط امريكا وأوروبا على حلفاءهما في المنطقة وخاصةً دول التحالف العربي لدعم هذا التوجه وتليين مواقفهم مع إيران ، وإقناعهم أنه سيقابل ذلك تليين موقف الحوثيين وتشددهم مما سييسر إنهاء الحرب مع تخفيف وتقليص اشتراطاتهم لذلك ، وخفض سقوف مطالبهم لاستحقاقات ما بعد الحرب ..

 وبهذا ترى امريكا وحلفاءها انهم سيقطعوا الطريق أمام محاولات روسيا توظيف تلك الأوراق لصالحها ، وبالتالي أخذ السعودية والإمارات بعيداً عمَّا ابدوه من التزام بتوافقات اوبيك مع روسيا حول حصص انتاج النفط وبالتالي ، دفعهما لرفع إنتاجهما لتعويض النقص الذي تسبب فيه انقطاع النفط الروسي ، وهو ما رفضت الدولتان الاستجابة له منذ بداية الأزمة ..

فهل سترضخ دول التحالف لذلك ؟! 

وماذا يتوقع أن تكون ردة فعل روسيا تجاههم ؟!

 وما انعكاسات ذلك على منظمة أوبك ذاتها ؟!

وبالمقابل هل ستضحي إيران بعلاقاتها الاستراتيجية مع روسيا ، لتذهب بها امريكا وأوروبا بعيداً عن روسيا مقابل تنازلاتهم في الملف النووي وإعادة التقارب بينها وبين دول المنطقة ؟! 

وماذا نتوقع رد روسيا حال حدوث ذلك ؟!

 وهو ما كانت تعتبره روسيا الورقة الضاغطة الاحتياطية على السعودية والتحالف حال رضخوا للضغوط الأمريكية برفع إنتاجهم النفطي وإحراق ورقة روسيا على أمريكا والغرب المتعلقة بأزمة الطاقة العالمية  ..؟!

وكيف يمكن أن تتصرف روسيا حال نجحت امريكا بسحب تلك الورقتين معاً من ايدها وتوظيفها لصالحها وضد روسيا ..؟!

ولكن ما يثير الحسرة والحزن والألم .. هو غيابنا كجنوب وجنوبيين وقضية من المعادلة وموازين القوى وأوراق اللعب المؤثرة والتي يفترض أن يكون معمول حسابها وعدم تجاهلها من قبل كبار الإقليم والعالم .. وفشل كل من باتوا محسوبين عليهم في الاستفادة من كل هذا الحراك الإقليمي والدولي لصالح شعبنا وقضيتنا ؟!

فهل لروسيا أن تستغل هذه الثغرة وتلتقط هذه الورقة وتفعلها سياسياً وشعبياً داخلياً وخارجياً ، وهو ما سيخلط الاوراق مجدداً على خصومها ..؟! 

خاصةً وكون الغالبية العظمى من شعب الجنوب سيتفاعل إيجاباً مع هكذا خطوة نتيجة ما يشعر به ظلم عظيم ...

وهو ما سيجعل أولئك يدركون مدى جسامة خطأ تجاهل قضية شعب الجنوب العادلة وتضحياته وإقصاء غالبية ممثليه من مختلف حواراتهم وحساباتهم وصفقاتهم، واصرارهم على طمسها بأبخس الأثمان التي يقدمونها لمن اعتقدوا خطأ انهم نجحوا في تسويقهم كوكلاء شرعيين وحيدين عن الجنوب وشعبه ، وتجاهل كونهم ليسوا سوى جزء من الكل وليسوا الكل في الكل ..

 وهو ما سينعكس سلباً على أولئك وسيفقدهم ما تبقى من حاضنتهم نتيجة بقائهم كالأطرش في الزفة أمام كل ما يعتمل وما يلحق الضرر الجسيم بمصالح شعبهم وقضيته المصيرية حاضراً ومستقبلاً ..

فهل ستلقط القوى الجنوبية الحرة والمستقلة الفرصة وستجيد استغلالها بتوحيد صفها وتحركها الجمعي ؟!

 أم باتت كل شاة معلقة بعرقوبها ؟!