آخر تحديث :الأحد-03 أغسطس 2025-12:58ص

مفاوضات عمّان عبث ينبغي أن يتوقف

السبت - 28 مايو 2022 - الساعة 11:13 م
محمد العامري .

بقلم: محمد العامري .
- ارشيف الكاتب


لم يعد هنالك وصفاً مناسباً لحالة العبث المستمر في مصير هذا البلد وإذلال شعبه الذي فقد دولته وسلب أمنه ولقمة عيشه ، ومع سبق الإصرار والترصد ، يقف العالم المنافق حجرة عثرة أمام إستعادة هذا الشعب لدولته التي تعرضت لأقذر وأبشع الإنقلابات ، وهل هناك اكثر بشاعة من جماعة الحوثي العنصرية ، السلالية الإرهابية والتابعة لأقذر الأنظمة الإستبدادية في المنطقة ـ النظام الإيراني الصفوي ـ الجماعة الغادرة والباغية التي لم تلتزم باتفاقية وقعتها على مدار تاريخها ، الناقضة لكل العهود والمواثيق والإتفاقات ، فما المبرر الذي يدعوا قيادة الشرعية الدخول في مفاوضات وحوارات جديدة مع هذه الجماعة ، وكيف يمكن توصيف هذه الحالة من العبث الذي يضر القضية اليمنية ، فالحصار وبقاء المنافذ مغلقة أرحم من أن نثق بهذه المليشيات التي تستخدم دائماً اي هدنة أو مفاوضات فرصة للمناورة  وترتيب أوراقها وتحشيد المقاتلين .  

لم يعد خافياً على الشعب اليمني ، الدور السلبي الخبيث الذي  تلعبه البعثات الأممية ، في سبيل إطالة أمد الحرب والتماهي مع المليشيات الإنقلابية لتكبر يوماً بعد آخر ،  فيما تواصل هذه البعثات الضغوطات بصورة مستمرة على الحكومة الشرعية لتقديم التنازلات تلو التنازلات لصالح الطرف الإنقلابي الذي يعتبر الحوار معه مضيع للوقت ونوع من العبث المخزي.

الإستمرار في تقديم التنازلات المذلة والتي تعدت حالة السذاجة وعدم المسؤولية وإنعدام مشروع وسياسة واضحة ،  إلى الخيانة ومشاركة في تنفيذ مخططات أجنبية غير وطنية ،  يتم التهيئة والتمهيد لها ؛ خضوع مستمر لضغوطات المبعوث الأممي من قبل قيادة الحكومة الشرعية لم تعد مقبولة فيما الطرف الآخر لم يذكر له تنازل واحد قدمه.

تعيش المليشيات الإنقلابية في مرحلة ضعف غير مسبوقة مهما حاولت اظهار عكس ذلك ..لقد رأينا فريق المليشيات - في مفاوضات عمان لفتح المعابر والطرقات وتمديد الهدنة - في جلسة السبت ولبسه للزي العسكري ، هذا ليس كما يتبجح عناصر ومؤيدي الحركة الحوثية بأنها رسالة تأتي من قوة ؛ بل من شعور بالضعف والنقص والخوف الذي تعيشه من المرحلة الجديدة والتصحيح الذي طرأ على الشرعية، من توحيد القرار والهدف وإنهاء الخلافات التي رافقت السنوات السبع السابقة ، وأرادت اظهار عكس الحالة التي تعيشها بهذا الفعل السخيف.. ومع ذلك وتبقى حركة فيها من الغرور والوقاحة غير المتناهي ، والذي يثبت يوماً بعد آخر أن هذه الجماعة المتخلفة ، لا تمتلك أي أخلاق ولا تعير الوضع الإنساني للمواطن اليمني أي اعتبار ، متجردة من كل القيم الدينية والوطنية والإنسانية ، وإنما هي عبارة عن ورقة يسيرها النظام الإيراني ومن خلفه الغرب واللوبي اليهودي لهز استقرار المنطقة والمساومة على قضايا الأمة وثرواتها ومقدراتها.

على مجلس القيادة الرئاسي ممثلاً برئيسه فخامة الدكتور رشاد محمد العليمي ونوابه ، أن يُدركوا إدراكاً تاماً ،اليوم أكثر من أي وقت مضى،  أنه لم يذكر التاريخ السياسي بأن البعثات الأممية نجحت في إيقاف حرب في قطر ما أو انتصرت لبلد عربي في قراراتها .

مالم تتوقف هذه الحوارات التي يرعاها هانس غروندبرغ في العاصمة الأردنية عمان والتعامل مع هذه المليشيات بلغة القوة والسلاح، سيبقى أمر استعادة الدولة محال وبعيد المنال، وما أخذ بالقوة لا يستعاد الا بالقوة.