آخر تحديث :الأحد-03 أغسطس 2025-12:58ص

في الذكرى الثانية لرحيل والدي المناضل "سالم منصور دعوس الجعدني"

الإثنين - 06 يونيو 2022 - الساعة 03:40 م
كمال الجعدني

بقلم: كمال الجعدني
- ارشيف الكاتب


يصادف اليوم الذكرى السنوية الثانية لوفاة والدي الفقيد المناضل سالم منصور دعوس الجعدني (رحمه الله) الذي رحل عنا قبل سنتين بعد صراع مبكر مع المرض وودع هذه الدنيا في مثل هذا اليوم السادس من يونيو 2020م .

لقد كان الفقيد من الرعيل الأول الذي مهد وخاض النضال في سبيل تحقيق الاستقلال الوطني الأول وكانت له مآثر خالدة في مختلف مراحل النضال لخدمة الوطن والشعب، وكان من ضمن كوكبة من الثوار المناضلين الذين أشعلوا فتيل الشرارة الأولى لثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م ضد الإستعمار البريطاني من على قمم جبال ردفان الشماء .

كان والدي (رحمه الله) من المؤسسين للحراك الجنوبي السلمي، وكان مشاركا بكل الفعاليات السلمية بطول وعرض الجنوب  يتقدم الصفوف الأولى في كافة الفعاليات السياسية والجماهيرية المعبرة عن مصالح الناس وقضاياهم العادلة رغم العمر العتيق وتقدمه في السنين ، لكنه حمل همة الشباب وحماس وعنفوان لا يقارن بنا كشباب ، وكان ذلك الرجل الصابر على متاعب الحياة وقسوتها ، فهو المخلص للوطن وقدوتنا في الحياة ، جعل من حياته فداء للوطن مخلصاً مناضلاً صلباً يشحذ الهمم وينشد الهدف السامي للجنوب ، فقد عاش مناضلاً شجاعاً مرفوع الهامه قوي الشخصية معتمداً على النفس في مواجهة صعوبات الحياة وقسوتها ، وأمام ما قدمه والدي ذلك الرجل المسن من تضحيات جسام دون مقابل ، رحل بيد نظيفة ولم يملك أي استحقاق وطني غير راتبه التقاعدي الذي يعيل أسرته .

رحل والدي بعد أن سجل تاريخ حافل بالنضال الوطني والعمل الثوري والحضور المجتمعي بكل مكان سيسجل في كتب الخالدين .. وستظل بصماته شاهدة على مر التاريخ تسجل في انصع الصفحات تتداولها الأجيال وتتعاقب عليها المراحل لتستند منها وعلى دربها يسير المخلصين .

في هذه الذكرى أقف وقفة إجلال لروحك التي ما زالت تنير دربنا .. وأننا على الدرب سائرون نمضي رغم التحديات .. سنسير على خطاك بثبات وشموخ كما كنت شامخاً ، ولن نكون إلا كما أردت لنا أن نكون.  

وفي هذه الذكرى لا يسعنا إلا أن نرفع أيدينا إلى الله العلي القدير نسأله أن يتغمدك بواسع رحمته وغفرانه وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة .