آخر تحديث :الأحد-03 أغسطس 2025-12:58ص

السؤال الأهم..؟!

الأحد - 19 يونيو 2022 - الساعة 08:59 م
محمد العامري .

بقلم: محمد العامري .
- ارشيف الكاتب


يقول الروائي الفرنسي ميلان كونديرا : لا تتأسس سلطة الصحافي على الحق في طرح السؤال ، بل الحق في المطالبة بالجواب " ولأن الأسئلة الوجودية تعتبر الأعلى في الأهمية ، وهي تلك تثور في أذهان العامة وتشغل بالهم ؛ لأنها ترتبط بمصيرهم ، وعلى الدوام يحملها الكتاب والصحافيين للبحث لها عن جواب ، والمعنيين مطالبين وملزمين دوماً بتقديسها وإطلاع الناس بكل ما يشغل بالهم ويمثل أهمية لهم ، لا شيئ يشغل أذهان اليمنيين في هذه الأيام غير مدى نجاح مجلس القيادة الرئاسي ، في إعادة الأمل المفقود بإستعادة الدولة ودحر الإنقلاب الحوثي ، المجلس الذي بدأ في ايجاد أولى مقومات قوته وكيانه وأهميتها ، وهي الإختبار الذي ستفضي لرؤية النتيجة النهائية للمجلس الرئاسي مبكرًا ، نجاحاً أو انتكاسة أخرى للأمة ولا خيار 
ثالث في فرصة اليمنيين والعرب الأخيرة للنجاة، هذه الحقيقة المؤلمة.

ولهذا كان يوم٣٠ آيار المنصرم الخطوة الأولى في ايجاد أهم المقومات الأساسية في النظم السياسية والدول ، في اصدار فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي ، القرار الأهم ، القرار الذي سيلملم شتات الشرعية ورأب صدعها ويفضي لواحدية القيادة والقرار ولواحدية المشروع والهدف  ، الهدف المتمثل باستعادة الجمهورية - التي انقلب عليها عملاء ايران ومليشياتهم الطائفية ؛ ونص هذا القرار على تشكيل اللجنة الأمنية والعسكرية المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار، واعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن بموجب المادة الخامسة لإعلان نقل السلطة في البلاد في السابع من نيسان 
الماضي ، وبعد توافق كامل أعضاء مجلس القيادة الرئاسي على اختيار القائد العسكري الشهير اللواء الركن هيثم قاسم رئيساً للجنة ونائبين وعضوية سبعة وخمسون قيادياً عسكرياُ وأمنياً ، يمثلون مختلف الكيانات العسكرية على الأرض وينحدرون لمختلف المحافظات اليمنية ، ومشهود لهم بالمهنية والخبرة.

لقد لاقى هذا القرار ترحيب شعبي واسع ، لمدى الأهمية التي يمثلها وجود قوة عسكرية متماسكة تحت قيادة واحدة ، واعتبرنا نجاح تنفيذ هذا القرار على الأرض واقعاً ملموساً بداية نجاح مجلس القيادة الرئاسي ، في استعادة الدولة وإنهاء الإنقلاب واخراج اليمن إلى بر الأمان وإعادته إلى محيطه العربي ، المحيط الذي تمثل اليمن أصله وللعرب موطنهم الأول والأخير ،  فإما أن يعود بمساندة عربية صادقة والإ فإن حتمية سقوط الأقطار العربية واحدا تلو الآخر بيد الإستعمار الحديث ومشاريع الأطماع الجديدة في المنطقة والتي تمثلها اليوم ايران ، تركيا ، اسرائيل والشارع العربي يتابع الأساليب والممارسات والتدخلات التي تستهدف المنطقة العربية من هذه القوى ومشاريعهم مع غياب للمشروع العربي.

الكثير من المعوقات والتحديات والمشاكل سوف تواجه عمل اللجنة في مهامها ، منها ناتجة عن تخوفات بعض الأطراف الداخلية على مشاريعها ونفوذها الذي قد يتأثر لصالح كيان الدولة ولا يعد هذا الا نظرة قاصرة وغير مسؤولة ومنها ستأتي بفعل ايعازات ومحاولات خارجية عبر استخدام كل الأساليب الإستخبارتية ، محاولة لبقاء الملف اليمني كملف ابتزاز واستغلال في الساحة الدولية خدمة للمشروع الأمريكي ، المشروع الذي لا يشكل المشروع الصفوي أي مشكلة له ، وليس هناك اكثر ما ساعد بقاء المشروع الصفوي الثمان السنوات ، سنوات الخيبة والعشوائية واللا مسؤولية التي عاشتها الشرعية اليمنية ، والسنوات الذي ساد السلبيات والإختلالات والتشرذم والإنقسام الذي أصيبت به وتغذت المليشيات الإنقلابية حاملة المشروع الصفوي الإيراني من هذا الخلل كمصدر قوة لها.

نحن اليوم كيمنيين - في الشمال والجنوب ، شرقاً وغرباً،  من اليمين أو اليسار ـ ومعنا الأشقاء في دول التحالف العربي  بحاجة اكثر من أي وقت مضى للإدراك التام إلى أن دون استعادة صنعاء وصعدة وكل محافظات شمال الوطن التي لا زالت تحت سيطرة ونفوذ حلفاء ايران ومليشياتهم ، عدن وكل محافظات جنوب اليمن وكل المناطق المحررة لن تكون في مأمن وكذلك دول الخليج العربي والتي تعتبرها ايران هدفها لغزو اليمن ، وليس لنا من خيار إلا أن ننجوا وبداية النجاة ـ نجاح اللجنة العسكرية والأمنية المشكلة ـ بكامل مهامها وإمتلاك قوات مسلحة يمنية ولاؤها لله وللوطن الكبير ، وبدون ذلك سنغرق ولن ينجي منا أحد .

ولمدى أهمية هذا القرار الوطني الذي سيرسم مصير اليمن والمنطقة ، كمنفذ عبور من مرحلة لمرحلة اخرى ، ستغير من الواقع السياسي اليمني والعربي على حد سوى ، وسيكتب النتيجة الأخيرة والمحصلة النهائية لمجلس القيادة الرئاسي وقبله للتحالف العربي الداعم لشرعية اليمن بقيادة السعودية إما نجاح أو فشل في اليمن بل ولوقف مشروع ايران في المنطقة ، موته أو بداية كبره وتمدده من اليمن ، ولن تكون هناك فرصة للإعادة بعد خارطة طريق ٧ ابريل المنصرم  ، وللعودة لمدى أهمية القرار ، يبقى سؤال الناس الأهم هل باشرت اللجنة العسكرية والأمنية المشكلة مهامها وعقدت اجتماعها وبدأت تنفذ قرارها واقعا ملموسا أم لا زالت على الورق ومنشورات السوشيال ميديا وهل كتب لها النجاح مسبقاً.. ؟!