نعم تعز تعاني من انفلات على كافة المستويات والجوانب سيما الجانب الأمني وتعاني من اختلالات وتشهد حوادث جنائية ربما بشكل يومي يسمعها كل العالم ؛ لكون المدينة كتاب مفتوح وهذه ميزة لتعز ، فبقية المحافظات اليمنية سواءً التي تحت سيطرة الشرعية والمكونات المناوئة للإنقلاب أو تحت سلطة الإنقلاب ترتكب فيها وتشهد مختلف الجرائم والممارسات ولا تجد من يتحدث عنها ويطلع الرأي العام وهذا يجعل الضحايا منفردين في مواجهة ما لحق بهم .
تبقى هناك صورة أخرى جميلة يتغافل الآخرون في الحديث عنها وتناولها ، أن تعز ظلت منذ بداية غزوها حتى اليوم بيئة آمنة لممارسة الحريات والنقد بمختلف أشكاله وألوانه ، الا ما ندر من ممارسات ، وبقت كل مقرات الأحزاب تمارس نشاطها دون تأثر ، في المساء نصل للذروة في الإحتدام نتيجة مهاترات سياسية وجدالات مختلفة على السوشيال ميديا وفي النهار نقّيل مع بعض في صالة عرس أو موت أحدنا ، فلم يمت الجانب المدني في هذه المدينة رغم كل شيئ ولم يكن نموذج تعز سيئ للغاية ؛ لكن فيه من السوء والإنحراف.
كل تلك الإنتقادات كانت بدافع التعديل أو المكايدة على الأحزاب والمؤسسات والشخصيات وعلى مؤسستي الجيش الأمن ، رأينا أن لها ثمرة وأن هناك جهود بذلت ولازالت لمعالجة الإختلالات والسلبيات ونشهد تحسن يوماً بعد آخر، ولا ننساش أننا أسسنا جيش وأمن من جديد ، لا زالت الوحدات العسكرية والأمنية بحاجة لدورات تدريبية تأهيلية مكثفة وتعليمهم سلوكيات الحياة العسكرية وإطلاعهم على قانون الجرائم والعقوبات العسكرية وكذلك على ضرورة تفعيل إدارات التأديب القضائي في الجيش والأمن.
تبقى مشكلة وجود مجموعة عناصر قادة وأفراد معدودين في المؤسسة العسكرية والأمنية بالمحافظة ، قيادة الدولة مطالبة ومعنية بالتعامل معهم بصورة عاجلة ، ومسألة تغيير الوجوه الموجودة صار أمرًا لابد منه ..كذلك نحن بحاجة لإصلاح الجهاز القضائي في المحافظة والذي يعتبر جزء أساسي من المشكلة ويعاني من اختلالات جمة ، فلابد أن تحسم القضايا في المحاكم وتنفذ الأحكام القضائية المعلقة وانهاء الظواهر السلبية والمخالفة للقانون والتي تنتهك نزاهة وإستقلالية القضاء كسلطة مهمة في اقامة الحق والعدل وإنصاف الضحايا وردع المجرمين .