آخر تحديث :الأحد-03 أغسطس 2025-12:58ص

تعز والشيخ الهياجم..حجم الميزة والعلاقة المتينة

الأحد - 17 يوليو 2022 - الساعة 10:36 م
محمد العامري .

بقلم: محمد العامري .
- ارشيف الكاتب


على مدى تاريخ محافظة تعز التي توصف بأنها المدينة الثالثة بعد صنعاء العاصمة وعدن ثغر اليمن الباسم وهي منبع وولادة للأبطال والمثقفين وكبار الإقتصاد والسياسة وتعد عمق اليمن الثقافي وعاصمة الفكر والإعلام والسياسة ، ولقد ارتبط بهذه المحافظة شيئ ما يميز كل حقبة وعصر من عصورها وأحتفظت هذه المدينة بذاكرة طيبة من الود والحب والإحترام لشخصيات وعائلات برزت عبر أزمنتها ، ففي زماننا هذا تكاد عائلة الهياجم ـ العائلة الأكثر حظاً في نيلها حب وتقدير وإحترام أبناء المحافظة قاطبة ـ بمختلف الإنتمائات والمناطق فلا تنافسها عائلة تعزية أخرى مطلقاُ بحجم العلاقة المتينة بين الناس وهذه الأسرة والتي عمّدت هذه العلاقة بجسور من الحب والسمعة الطيبة لهذه البيت العريقة وبروز منها شخصيات قيادية قدمت نموذج محترم في إدارة مؤسسات الدولة وكذلك نجاحها في الجانب الإجتماعي من خلال تفوق شخصياتها الإجتماعية في كسب محبة الناس وإحترامهم للقيم المثلى والنبيلة التي تحلون بها.

لا يزال أبناء تعز يتغنون بعهد الوكيل اول للمحافظة الشيخ النبيل والأصيل والإداري المحنك والمهني محمد بن محمد عبدالملك الهياجم ، الرجل الشهم والسياسي الذي يحبه المتفق والمختلف مع توجه وتجمع عليه تعز قاطبة ، لم تجمع على شخصية قبله .

أتى الوكيل الهياجم إلى الكادر القيادي والإداري لهذه المحافظة يوم أن تم تعيينه بمنصب مدير عام في أحدى مديريات المحافظة وهو في عمر 17 ربيعاُ نتيجة توجه وتوجيه رئاسي بعد إستشهاد والده الكريم ـ أبرز مشايخ تعز في الحادث الأليم والذي عُرف بـ مجزرة الحجرية في السبعينات ـ الشهيد محمد عبدالملك الهياجم رحمه الله وطيب ثراه.

الطفل الذي تقلد منصب مدير عام مديرية صبر الموادم في السابعة عشر من عمره لسنوات ثم يأتي قرار ترقيته لمنصب أعلى في المحافظة يخرج أبناء صبر في تظاهرة مشهودة ضد هذا القرار ويفرضون على السلطة التراجع وإلغاء القرار وإبقاءه مديرًا لسنوات إضافية هو نفسه الذي محال ينسى ابناء تعز أداءه والنموذج الذي قدمه ك وكيل للمحافظة لسنوات من مهنية وحنكة إدارية وشخصية جمع بين الثقافة والأصالة ورجاحة عقله وأدبه الظاهر في خلقه وعذوبة لسانه فمن الطبيعي أن يكسب خبرات متراكمة في الإدارة والسياسة وفنون التعامل مع الناس بمختلف أشكالهم وأفكارهم وهو الشخصية الإجتماعية والشيخ القبلي المهيب والرجل المدني المثقف والقائد السياسي الحصيف المحنك.

لم يكن غريباُ أو مستغرباُ ما جرى في الأسابيع الفائتة ورأيناه عندما عاد الشيخ محمد الهياجم لمنزله في المدينة بعد سنوات قليلة له خارج الوطن وأفواج الناس لا تتوقف لمقابلته والسلام عليه لم نشهد لمثلها سابقاً مثيل ، فهذا أمر طبيعي ومتوقع ، فلمن لا يعرف الشيخ محمد الهياجم من خارج تعز ، فهذا الرجل بنفسه يعد ميزة تميز هذه المدينة عن بقية المدن وتاريخه منذ طفولته وشبابه ولا زال شاباً في سن العطاء محل فخر وإعتزاز لدى أبناء محافظة تعز ــ المدينة التي لا تنسى من أحبوها بصدق ـ وتبقى تتغنى بهم وتعلم الأجيال بما صنعوا .

وفي الأخير لديّ هنا دعوة ورجاء لشيخ البلاد كلها من أحب تعز بصدق وأحبته بوفاء الشهم النبيل محمد بن محمد الهياجم وأرجو أن تصل دعوتي ورجائي إليه وهي  أن يعود ويعمل على تفعيل نشاطه في السلطة المحلية فالمدينة التي أحبها والناس اللذين أحبوه بحاجته الماسة في الوقت الراهن فهو القائد الذي بيده مفاتيح الخلاص والربان الذي قادر على تحقيق النجاح ولدي ثقة أن فخامة الأخ رئيس الجمهورية الدكتور رشاد العليمي والمعروف بحنكته ودهاءه وعبقريته يعرف تعز وتفاصيلها ومن الأصلح لها..

والله من وراء القصد