الحقيقة أن هناك معادلات يصعب حلها في اليمن شمالاً وجنوباً
معادلات عجز عن حلها اليمنيون الحريصون على استقرار وتطور بلدهم وعجز غير اليمنيين ذوي النوايا الطيبة على حلها كذلك ،
هل هناك من يستطيع هزيمة الطائفية والمناطقية في اليمن ؟
بالطبع لا!
لان تسلط الطائفية والمناطقية يستند إلى السلاح والمقاتلين بالدرجة الأولى
وهذا يعني يستند لمنطق القوة فقط ،
ومع ذلك هناك جواب للسؤال السابق
من يستطيع هزيمة الطائفية والمناطقية في اليمن هي الطائفية والمناطقية نفسها ،
وهذا يعني ببساطة هزيمة طرف من الطائفة ذاتها وصعود طرف طائفي آخر ،
ويعني كذلك هزيمة طرف مناطقي على يد طرف مناطقي آخر ،
اي أن الطائفية والمناطقية هي من يقاتل نفسها.
وهي من ينتصر على نفسها في ذات الوقت ،
معادلة معقدة أليس كذلك _نعم !
ولطالما كانت الطائفية والمناطقية أكثر المحفزات على إندلاع الصراعات في طول البلاد وعرضها ،
السلاح والعسكره في الدول المجاورة لليمن تستند دائماً لبعد وطني ولذلك تنعم هذه الدول بالاستقرار وتطورت بعضها خلال عقود قليلة ،
أما في اليمن فالسلاح والعسكره تستندان دوماً لبعد طائفي ومناطقي وحتى قبلي وليس وطني ،
السلاح ومن يحمله لا يمثل غالباً الوطن في بلد كاليمن!!
في الدول المستقرة والمزدهرة لا احد يدعى أنه وطني أكثر من غيرة ولا احد يحمل صفة مناضل ،
وحتى إن أدعى النضال لن يتجرأ على المطالبة بمقابل لنضاله ،
في الدول المستقرة والمزدهرة لن تجد أحد يدعى أنه مفوض من الله للحكم وان أتباعه افضل من بقية الرعية تديناً ووطنياً .
في شمال اليمن الصراع منذو وقت طويل يدور من أجل هدف واحد فقط.
ضمان عدم خروج الحكم من دائرة الطائفه،
هناك من يحمل موقع اليمن الجغرافي السبب الرئيسي لعدم الاستقرار والصراعات
وكأنه يريد أن يقول أن اليمن لو كان بعيداً عن باب المندب مثلاً
لكان افضل حال بكثير حتى بوجود الطائفية والمناطقية ،
والحقيقة أن ما يجعل أزمة اليمن الراهنة معقدة في الدرجة الأولى
هي إصرار الطائفيين والمناطقيين على حقهم الحصري بحكم الآخرين دون وجه حق ،
لو كانت لغة الجغرافيا هي سبب تخلف اليمن لكانت نصف دول العالم على اقل تقدير شبيهة باليمن ،
من يريد علاج اي مرض عليه اولاً تشخيص الحالة جيداً
ووضع الاصبع تماماً على سبب المرض،
اليمن شماله وجنوبه مصاب بأمراض خطيرة ولن يتعافى إلا بعلاج تلك الأمراض وليس الاستمرار بتعاطي المسكنات
وسوف يستمر اليمن ضعيفاً منكوباً ومتخلفاً في ظل استمرار قوة الطائفية والمناطقية .