آخر تحديث :السبت-07 يونيو 2025-01:44م

آراء

( ياباهي الجبين)

الأحد - 11 فبراير 2024 - الساعة 09:21 م

بقلم: محمد ردمان علي
- ارشيف الكاتب

ظهرت هذه الأغنية في سبتمبر 1957م وهي من كلمات وألحان الشاعر عبد الله هادي، وغناها عدد من الفنانين ( فضل محمد اللحجي، محمد صالح حمدون، فيصل علوي)...

تتكون القصيدة من اربعة مقاطع ، ويتنوع حرف الروي في كل مقاطع القصيدة وهذا التنويع يمنح الشاعر التعبير عن مشاعره دون قيد .

القصيدة تحمل في طياتها الحنين والأنين، الماضي السعيد ، الحاضر الكئيب، الليل في الحاضر مصدر الكأبة والأسى،( ونا في أنين ليلي من بحين )الليل في الماضي مصدر الفرح والوصال ( كم مرت ليالي محلاها ليال ).. وعلى هذا النحو تفيض القصيدة لوعة وشجنا وحزنا على فراق المحبوبة،.

وقد جاء المقطع الأول من القصيدة ليعبر عن حالة الفقد المصحوب بالأنين والحنين.

تفتتح القصيدة يأسلوب النداء( ياباهي الجبين ) وتستخدم اداة النداء( يا)للدلالة على البعد والقرب، والشاعر يوجه النداء للمحبوبة البعيدة عنه القريبة من وجدانه ثم تدل كم الخبرية على التكثير، الأمر الذي يشي بطول مدة الهحران الذي يمتد سنوات. وهذا ما جعل الذات تصرح لمن حولها بما تعانيه، وهو ما يدل عليه أسلوب الحوار غير المباشر ( قالوا مستحيل ، قلت لهم منين). ثم يمتلئ المقطع بالتعبيرات الدالة على الحزن ( تسيل دمعتي، وأنا في أنين، والأنة تطول، والٱه كم تقول،)

يصحبنا الشاعر بعد ذلك (في المقاطع الثلاثة الأخرى) إلى ذكريات الماضي الجميل . ذكريات اللقاء في تلك الليالي الجميلة . وهو في أحضان المحبوبة (النهدين، الخد الأسيل. الشعر المنعثر، الطرف الكحيل)،. تلك الليالي كانت المحبوبة تظهر بدلالها تفتن الناظر إليها ثم يحضر القمر في صورتين في الصورة الأولى كان البدر في تلك الليالي شاهدا حيا ومنصتا لهمسات الحبيبين . وفي الصورة الثانية يغمرهم بالضياء يضفي على اللقاء بهاء وجمالا . هو الحب الذي لا يعرف المستحيل. يتجاوز الحسابات ينصت لصوت القلب والمشاعر .

القصيدة تفيض جمالا أسلوبيا في التعبير الفنّي الذي يلذ السامع ويخلق انسجاما في الإيقاع الداخلي للقصيدة مثل التكرار الصوتي لبعض الكلمات ( تنسى مانسى، ليالي، ليال) وكذلك حرف النون مثلا الذي تكرر في البيت الأول( الجبين ،سنين ، نا، بحين، أنين) فظاهرة التكرار الصوتي لحرف النون الذي تكرر سبع مرات وهو حرف ذو صوت رنان يدل على الحزن. والحنين. وأيضا للجناس الذي ، يمنح الكلام قيما دلالية بما يضفيه إلى النّسق اللغويّ من انسجام وتآلف في البنية الصوتية، فيثري المعنى، ويغني الصياغة اللغوية. مثل (تضنيني وتشفيني تعدمني وتحييني), ( تتخطر، تتمخطر).

ياباهي الجبين كم مرت سنين

ونا في انين ليلي من بحين

قالوا مستحيل تحظى بالقليل

خذ غيره بديل قلت لهم منين

من غيرك منى قلبي يطفي لوعتي

من ذا يشبهك

ياذي انته باشجاني تسيل دمعتي

هب روحي معك

والأنه تطول والآه كم تقول.

بس ياهل الفضول

حبيته وباه مابلقى كماه

دور له منين