آخر تحديث :الأحد-01 يونيو 2025-06:15ص

آه يا بلد .. المنصب تكليف وليس تشريف

الخميس - 13 مارس 2025 - الساعة 09:59 م
عادل القباص

بقلم: عادل القباص
- ارشيف الكاتب



في واقعٍ مؤلم يعكس بعض جوانب الإدارة المحلية ، نجد أن البعض ممن يتقلدون المناصب لا يدركون تمامًا المسؤولية الكبيرة التي تحل على عاتقهم. بل ويظن البعض منهم أن منصبهم هو مجرد ترفٍ ومجال للتباهي ، فتجدهم يقضون وقتهم في مكاتبهم معزولين عن الناس ، يتفاخرون بلقب المدير العام أو المسؤول، ولكنهم في الحقيقة يبتعدون عن دورهم الحقيقي، الذي هو خدمة المواطنين والقيام بمهامهم بأمانة وإخلاص.


العديد من المواطنين يذهبون إلى مكاتبهم بحثًا عن خدمة أو مساعدة، وهم يقطعون مسافات طويلة من مناطق بعيدة، يتعبون ويشقون، ليجدوا أنفسهم في انتظار طويل، بينما المسؤولون لا يعيرونهم أي اهتمام. وفي بعض الأحيان، تجد المدير أو المسؤول في مكتبه مغلقًا، رافضًا حتى أن يلتفت لمطالب المواطنين البسطاء الذين لا يطلبون إلا حقهم في خدمة طيبة.


لكن هذا التوجه غير المقبول لا يعكس حقيقة المفهوم الصحيح للمسؤولية. المسؤولية ليست تشريفًا بل تكليفًا. يجب على من يتولى المنصب أن يدرك أن وظيفته هي خدمة الناس وأنه موجود لخدمتهم وتلبية احتياجاتهم، وأن منصبه هو فرصة لتحقيق الإصلاح والتغيير الإيجابي في المجتمع، وليس مجالًا للاستراحة أو التفاخر.


وفي هذا السياق، نحيي الاحترام الكبير الذي يظهره المحافظ الشيخ عوض محمد بن الوزير تجاه مدراء العموم. فالمحافظ بن الوزير، الذي يلتزم بالحفاظ على استقرار العمل ويعمل بلا كلل من أجل مصلحة المحافظة والمواطنين، رغم التحديات التي تواجهه. هو مثال حي للقيادة الحكيمة التي تقدر المسؤولية وتعمل على النهوض بالقطاع الخدمي والتنموي وتقديم الخدمة للمواطنين بأفضل صورة ممكنة.


إلا أن بعض المسؤولين لم يقدروا تلك الثقة التي منحها إياهم المحافظ، رجل المواقف الصعبة. وبدلاً من التعاون معه، تبين أنهم يغفلون عن واجباتهم ويستمرون في إهمال دورهم في تحسين الوضع العام. ومن هنا، نوجه كلمة لجميع المسؤولين: عليكم أن تضعوا مصلحة المواطنين في المقام الأول وأن تقدروا الموقف الذي أنتم فيه. فالمحافظ بن الوزير لا يكل ولا يمل في دعمكم، وأملنا أن تحترموا هذا التكليف وتعملوا جاهدين للارتقاء بمستوى الخدمة في المحافظة.


في النهاية ، يجب أن نعلم جميعًا أن اليد الواحدة لا تصفق، والعمل الجماعي والتقييم هو الطريق لتحقيق النجاح . إذا اجتمعنا جميعًا في مسعى واحد، سنتمكن من بناء مجتمع أفضل ، حيث يتساوى الجميع في الفرص والخدمات. وأخيرًا ، اذا لم يقومو بواجبهم تجاه المواطن المغلوب على أمره ، فالتغيير لمدراء العموم مطلوب وبأسرع وقت ممكن ، وكفى.