يمسك الجنرال القوي فرج سالمين البحسني نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الحالي العصا من الوسط في الصراع الدائر داخل حضرموت. لم ينساق في خطابه إلى الشطط والنزق مع الاصوات التي تدفع إلى التوتر ليس لأنه يعرف خصوصية حضرموت بل يبدو انه مدرك إلى أين تصل البلاد والعباد في المراحل القادمة من الحرب ..
صحيح أنه من نواب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي. لكن خطابه عقلاني يختلف حتى وإن دفعه الأمر إلى تجميد نشاطه وعضويته فيه ، وزاد في مجلس القيادة الرئاسي فقد سبق وتوقف وقاطع اجتماعات مجلس القيادة الرئاسي نتيجة مواقفه الواضحة التي تتعارض مع جمود المجلس برمته
البحسني حين يزور حضرموت لايحب أن يستقبله المحافظ بن ماضي وغيره ولايركز على إجراء اللقاءات مع السلطات هناك أكثر ما يهمه زيارة مواقع الخطر الحساسة الاكثر الأهمية قوات النخبة التي بنيت على يديه طوبة طوبة والى قيادة حلف حضرموت ومؤتمرها الجامع التي يتزعمها الشيخ القبلي الشهير عمر بن حبريش العليي يضع يده بيده بوضوح وان اختلف معه . لكنه حريص على هدوء حضرموت وتجنيبها الشر والفوضى فقد جعل منها البحسني سنوات حكمه نموذج الدولة العصرية الحديثة الراقية لايسمح لك وانت اكبر قائد عسكري الدخول بالأسلحة بل حين تنزل في شوارع وأحياء المكلا تخجل إن كان معك مسدس في خصرك يسخر منك الشارع الحضرمي الجميل . هذه الأدوات القاتلة اعتدنا عليها في عاصمة دولة الجنوب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً كنموذج مقزز ومزعج وفي لحج وأبين وشبوة وغيرها فيما حضرموت حرمت دولة البحسني آنذاك هذه المناظر والصور المتخلفة.
إلى اليوم 20 ابريل لايعلم هل يصل البحسني المكلا ليحتفل بالذكرى السنوية التاسعة لتحرير حضرموت من تنظيم القاعدة ، وبالمناسبة البحسني وأحمد بن بريك وعبدالرحيم عتيق وسالم محمد جبران من ابطال تحرير حضرموت.
وصل احمد بن بريك وهو مريض المكلا أمس الأول وظهر في تصريح حصيف لاول مرة. اتمنى أن يحافظ على هذه المرونة والدبلوماسية ولا يلجأ إلى تهديد اخوانه وأهله وربعه فالعمر قد بلغ به عتيا ونحن نحترم الرجل لرجولته اتمنى ان لا تأخذه النشوة ويحيط به الغوغاء. على نفس المقام اختفاء القائد العسكري الصلب اللواء عبدالرحيم عتيق لكبر السن والمرض وانزوى الوزير سالم جبران منذ عشر سنوات
ولم نسمع كلمة واحدة في تراجيديا تطورات المشهد الحضرمي للسياسيين الحضارم الكبار دولة المهندس حيدر العطاس ودولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر وحتى هاني البيض توقف بعد أن قال اتركوا حضرموت وشأنها
يبقى العودة إلى اللواء الركن فرج سالمين البحسني الذي أرى شخصيا صارت عودته مهمة كمحافظ لمحافظة حضرموت فهو بالرغم تصريحه بأن حضرموت بحاجة الى مكون سياسي حامل لقضيتها قد يوازي الانتقالي لكن داخل نفسه ليس هذا مشروعه الحقيقي بل هاجسه الحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي الحضرمي من التمزق في هذه العاصفة وتعود إلى السلام والسلم الأهلي وتفويت الفرصة أمام محاولات إشعال الفتن داخلها ..
نصيحة لقيادة مجلس القيادة الرئاسي ومن خلفهم الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية أعيدوا البحسني محافظ لحضرموت فالاخ العزيز عضو مجلس النواب والمحافظ الحالي بن ماضي فشل في احتواء الأوضاع ووصل إلى اعتقال معارضيه وعلى رأسهم الصحفيين ولا انسى المطالبة بالإفراج عن القائد العسكري الكبير العميد الركن محمد عمر اليميني رئيس أركان المنطقة العسكرية الثانية فهذا الرجل المحترم والخلوق وان أخطأ لاسمح الله فهو صاحب مواقف وجاه ورصيد اجتماعي وقبلي . ولا تكبروها عليه
اكرر نصيحتي بالاسراع بقرار عودة البحسني لقيادة حضرموت فالرجل عاقل وحكيم علاوة على شجاعته ومرونته ومواقفه التاريخية التي نفتخر بها..
والى هناء اكتفي بهذا القدر حتى نلتقي سلااااااااااام