الحروف المقطعة في القرآن الكريم مثل *"كهيعص"* و *"المر"* لطالما أثارت التساؤلات وفتحت المجال لتأملات وتفسيرات عديدة، بعضها قائم على الفهم التقليدي، والبعض الآخر يتجه نحو رؤى جديدة وغير مألوفة.
من بين هذه الرؤى، يبرز تفسير الكاتب سعد عبد المطلب في كتابه *"الهيروغليفية في القرآن"،* الذي يربط هذه الحروف بجذورها المحتملة في اللغة المصرية القديمة.
*ما وراء الحروف المقطعة*
وفقاً لهذا الكتاب، الحروف المقطعة ليست مجرد رموز أو أسماء للسور، كما يُشاع في التفسير التقليدي، بل هي جمل كاملة تستند إلى معانٍ في اللغة المصرية القديمة. على سبيل المثال:
- *"كاف"* تعني: كشف النقاب.
- *"هاء"* تعني: انتبه.
- *"ياء"* تعني: لهذا.
- *"عين"* تعني: عبد صالح جميل.
- *"صاد"* تعني: يتكلم أو يحكي.
وبذلك يُصبح المعنى العام لـ "كهيعص" هو رسالة توحي بكشف النقاب عن أسرار إلهية ونقل قصص حقيقية للإنسانية.
*الارتباط بالثقافة المصرية القديمة*
هذه الرؤية تقدم نظرة فريدة حول العلاقة بين النص القرآني والحضارات القديمة، خاصة الحضارة المصرية، التي يُنظر إليها كواحدة من أقدم وأثرى الحضارات الإنسانية.
إذا صح هذا التفسير، فإنه يُشير إلى تداخل ثقافي ولغوي بين النصوص الدينية وأدوات التعبير الحضارية، مما يُبرز عُمق القرآن في استيعاب المعاني المتعددة وربطها بالماضي الإنساني.
*التأمل في التنوع التفسيري*
بينما يظل التفسير التقليدي للحروف المقطعة هو السائد، فإن مثل هذه الأفكار تُظهر قدرة القرآن على إثارة فضول العلماء والمفكرين من مختلف الخلفيات.
كما أنها تفتح المجال للتأمل في كيفية انتقال المعرفة واللغة عبر الحضارات، وكيف يمكن للنصوص المقدسة أن تكون حاملة لرسائل تاريخية وثقافية تتجاوز حدود الزمان والمكان.
*حروف بأبعاد متعددة*
الحروف المقطعة في القرآن الكريم تُثبت أنها ليست مجرد عناصر غامضة، بل نافذة لفهم أبعاد متعددة للنص القرآني، سواء من منظور روحاني أو ثقافي.
*فالتفسيرات الجديدة تضعنا أمام تساؤلات عميقة حول الرابط بين الوحي والحضارات الإنسانية، مما يُعزز من عظمة القرآن ككتاب يحمل رسائل خالدة وقابلة للتأمل في كل عصر.*
هل يكمن في هذه الحروف أسرار تتجاوز ما نعرفه؟
ويستمر البحث.
