آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-04:30م

الشك في قبول الصلاة

السبت - 26 أبريل 2025 - الساعة 01:30 م
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب



الصلاة، ذلك الركن العظيم في الإسلام، ليست مجرد طقوس دينية، بل هي صلة مباشرة بين العبد وربه، وقرة عين المؤمنين التي تسكن أرواحهم وتجدد إيمانهم.

ومع ذلك، قد يجد البعض أنفسهم في شكوك وحيرة بشأن جوانب معينة من الصلاة مثل:

- الإخلاص،

- الخشوع،

- القبول،

التي صعبها بعض الفقهاء فجعلوها كالمبهمات.


-*فالإخلاص* في الصلاة ليس لغزاً معقداً، بل هو توجيه العمل كله لله وحده دون شريك فحين يتوضأ الإنسان ويتجه للصلاة، فإن نيته بالفعل قد تحققت في إخلاصه لله.

لا يخرج من بيته متوضئاً ولا يتوجه إلى المسجد ليراه الناس أو ليُمدح، وإنما يفعل ذلك لأنه يعبد الله. هذه النية الصادقة هي دليل الإيمان، فكل خطوة نحو الصلاة هي شهادة على الإخلاص، ولذلك يُقال: "اهنأ بإخلاصك، فقد أتممت نيتك لله."


-*الخشوع* في الصلاة ليس حالة غامضة أو وصفة سرية، بل هو حالة من الإجلال والتضرع لله.

إنه أن تتذكر الله بتذلل واحترام، وتسجد له بتواضع، وتشعر أن كل كلمة وكل حركة في صلاتك هي قربان تُقدمه له.

معظم المسلمين يخشعون دون أن يدركوا ذلك، لأن ارتباطهم بالله في الصلاة يولّد تلقائياً تلك الحالة من السكون والسكينة.

لذلك يُقال: "اهنأ بخشوعك، فأنت تقترب إلى الله بكل قلبك."


-*الصلاة هل تُقبل صلاتنا أم لا؟*

وكأن الصلاة مغامرة مجهولة المصير. لكن الحقيقة أن الله عز وجل ما دَعَاك للصلاة إلا ليُقبلك، وما اختارك لتقف بين يديه إلا ليُكرمك.

*"أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء"* كما يقول الحديث القدسي. إذا كان الله قد أذن لك بالصلاة، فهذا دليل على قبولها، لأن الصلاة تقربك منه وهو يرحب بك ويمنحك من فضله.


علامة قبول الصلاة ليست مجرد شعور داخلي، بل هي حقيقة بسيطة: أنك أتممت الصلاة ولم يثبطك الله عنها. وقوفك في الصلاة، وذكر الله، وانفصالك عن شاغل الدنيا، هي دلائل على قبولها.

هذا الشعور يمنحك الطمأنينة بأن الله قد استجاب لدعوتك، وفتح لك أبواب القرب منه.


الصلاة ليست مجرد أداء واجب، بل هي مصدر للارتقاء الروحي وللتواصل العميق مع الله.

*استبشر بصلاتك، واهنأ بها، فقد رفعك الله حين اختارك لتكون بين يديه.

* كل صلاة هي فرصة للارتقاء في علاقتك مع ربك، لأن من يُقبل على الله لا يُطرد أبداً.

هذه هي الطمأنينة التي تأتي مع الصلاة، قرة عين المؤمنين، والمصدر الذي يُعيد شحن الروح في كل لحظة تقف فيها بين يدي الله..


(ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين)