(الدين المعاملة) عبارة موحية قمة في التعبير المنطقي عميقة بعمق المحيط واسعة بعرض السماء موغلة في الذهنية المعرفية تحصر الدين كله في السلوك وتلخص معنى التدين الحقيقي بكلمتين بالغتا الدلالة والمعنى معاً.
لاتتوهم ان الدين هو ان تصلي وتصوم وتزكي وتقرأ القرآن وتحج وتنطق الشهادتين وانتهى الأمر لا.. فهذه عبادات شعائرية وهي فرائض ستحاسب عليها لكنك لن تقطف ثمارها ولن تحقق اهدافها الا اذا صحت عبادتك التعاملية..
ولن تصح عبادتك التعاملية الا بحسن تعاملك مع الناس.
عبادتك الشعائرية لا تكفي اذا ظلمت وقصرت وآذيت وكذبت وشتمت واكلت اموال الناس بالباطل..اما اذا أوغلت في الدماء فتلك مصيبة سترافقك حتى تقف بين يدي الله.
انتماؤك الشكلي الى الدين هو بينك وبين الله..
تضع صورة الكعبة في صدر بيتك او مصحف في سيارتك او تقف على سجادة الصلاة 60 ألف مرة لايكفي مسبحة في يدك تذهب للعمرة 30 مرة لايكفي.
الدين هو استقامتك معاملتك رحمتك عدلك صدقك تربيتك لاولادك برك بوالديك حفظك للسانك عن اعراض الناس غض بصرك نظافتك بشقيها المعنوي والحسي..
الدين هو حسن تعاملك مع الآخرين .. الدين كله هو اخلاقك.
لقول رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة وازكى التسليم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) وهنا حصر البعثة كلها في الاخلاق.. وقوله ( ان من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم اخلاقاً).
قال بعض اهل العلم: ان من لا اخلاق له لادين له ولوكان اعلم اهل الارض.
وقال الشاعر: وانما الامم الاخلاق مابقيت.. فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا.