آخر تحديث :الخميس-03 يوليو 2025-07:54م

النظام الإيراني .. هل ينكفئ على نفسه

الثلاثاء - 24 يونيو 2025 - الساعة 09:39 م
أحمد سعيد كرامة

بقلم: أحمد سعيد كرامة
- ارشيف الكاتب


بعيدا عن الحروب التقليدية وأهدافها وتداعياتها ونتائجها ، ما حدث بين إيران وإسرائيل كانت حرب استخباراتية من الدرجة الأولى ، برهنت على أن جميع الاجهزة الاستخباراتية والامنية في ايران فشلت في الكشف المبكر عن ذلك الاختراق المدمر ، لم يتعلموا من اختراق حزب الله اللبناني ، فكانت الخسائر النوعية فادحة .


ان افتقار الإيرانيين للمعلومات الاستخباراتية والعملاء الميدانيين وأجهزة التنصت والتعقب الحديثة في إسرائيل ، اضطرها لخيار الحرب التقليدية ، من خلال الاستهداف العشوائي لإسرائيل واحداث خسائر مادية وبشرية كبيرة لعلى وعسى يحدث ذلك فوضى عارمة بين اوساط الشعب الإسرائيلي ، ويؤدي الى خروج مظاهرات عارمة تطالب بوقف الحرب ومع هذا فشلت ، كما فشلت باستهداف وتصفية قيادات عسكرية أو أمنية حتى من الصف الثالث والرابع ، ناهيك عن سياسيين او حتى علماء ذرة وغيرهم .


اغتيال 17 عالما نوويا ايرانيا ( نخبة النخبة ) ، 30 قائدا عسكريا كبيرا صف أول ، تدمير منشآت نووية ذات أهمية كبيرة للنظام الإيراني ، واخطر مما سلف ذكره الاختراق الاستخباراتي الكبير لجميع القيادات والعلماء والرموز في إيران ، بنك معلومات عن جميع القيادات والعلماء والرموز في إيران .


الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي لإيران قديم جديد ، فقد تم اغتيال عدد من علماء الذرة أبرزهم العالم النووي الارفع في ايران فخري زاده بالعمق الإيراني في 2020 ، ناهيك عن اغتيال الشهيد إسماعيل هنية بغرفة نومه في مبنى ضيافة الحرس الثوري ، ومع هذا لم تحدث تغييرات جدرية بهرم وقواعد الأجهزة الاستخباراتية والامنية الإيرانية بعد كل تلك الاختراقات المدمرة .


وكان أخطرها اغتيال رئيس الأركان السلف والخلف في غضون يومين ، وجميع رؤساء أجهزة الاستخبارات بالحرس والجيش الإيراني ، إختراق الإتصالات السلكية ولا سلكية ، حتى باتت تحركات الكل مرصودة على مدار الساعة .


دخلت الحرب مرحلة أكثر خطورة بعد المشاركة العسكرية النوعية للولايات المتحدة الأمريكية من خلال تدمير منشآت نووية شديدة التحصين ، كانت رسالة تعني بداية النهاية للنظام الإيراني وليس للبرنامج النووي فحسب ، وصلت الرسالة وقرر خامنئي ورموز النظام الاستسلام ، بعد وصولهم لقناعة تامة أنهم باتوا قاب قوسين أو أدنى من التصفية والتغيير .


المنتصر من يفرض شروطه وإملاءاته دائمآ في كل الحروب على مر العصور ، أعتقد من الشروط والاملاءات الأمريكية الإسرائيلية تخلي إيران عن طموحها وبصورة نهائية عن امتلاك قنبلة نووية ونقل اليورانيوم المخصب الى خارجها ( روسيا أو الصين ) .


التخلي عن برنامج الصواريخ الباليستية متوسطة وبعيدة المدى والمسيرات بعيدة المدى ، الكف عن دعم وتمويل وكلائها في لبنان واليمن والعراق ، إيران لم ولن تعود كما كانت ، أما بالنسبة للرد الإيراني الهزيل للقواعد الأمريكية في الخليج والعراق ، من الواضح جدا انها مجرد تمثيلية سيئة الإخراج لحفظ ماء الوجه لا أكثر .


أعتقد أن وقف إطلاق النار مؤقت ومشروط بتنفيذ ما اسلفت ذكره ، مالم سنشهد جولة أخرى من الحرب تختلف كليا عن الجولة الأولى ، وتدخل دول أوروبية الى جانب أمريكا وإسرائيل لتغيير النظام الإيراني أو ارغامها على التنفيذ .

السؤال الأهم ، لماذا لم نرى جسر جوي أو بري أو بحري روسي صيني باكستاني كوري شمالي لدعم إيران في حربها مع إسرائيل .