آخر تحديث :الخميس-23 أكتوبر 2025-02:37ص

أضواء سبتمبر: حين تبدد النور ظلمات الوهم

الجمعة - 26 سبتمبر 2025 - الساعة 07:25 م
أحمد حوذان

بقلم: أحمد حوذان
- ارشيف الكاتب


​لم أرَ قط شهرًا أعظمَ من سبتمبر وانا اقرء تاريخ الثورة لم يكن مجرد تاريخ، بل كان نورًا وبركة ورحمة أرسلها الله لليمنيين. لولا هذا الشهر العظيم، لظل اليمن غارقًا في وحلٍ من الخرافة والجهل، حيث كاد الناس أن يعبدوا "العكفة" (الأصنام أو الأوثان) من دون الله، أو ربما ظلوا يصدقون أكاذيب لا يصدقها عقل.


​هل تصدقون أن جيلًا من اليمنيين كان يصدق أن الإمام يحيى حميد الدين يستطيع أن يسير ليصلي الفجر في مكة ثم يعود لينام في باب السعادة بصنعاء قبل أن تشرق الشمس؟ لقد بلغ الإيمان بالخرافة حد الجنون، حتى أن أحد الحلاقين، حين تعرض لظلم الإمام، توسل إليه متوسلًا: "أسألك بالله الذي يسقوك فتصلي الفجر في مكة ويرجعك في غمضة عين، ألا تظلمني!".


​نعم، كان هناك اعتقاد وإيمان بالخرافة بشكل جنوني، يرسخه النظام الإمامي لترسيخ سلطته المطلقة. فاحمدوا الله على سبتمبر الذي مزق هذه الأوهام!


​تذكروا، أيها اليمنيون، أن الأطفال من أبناء المشائخ كانوا رهائن في السجون لضمان ولاء آبائهم. فإلى المشائخ الذين يتنكرون لثورة سبتمبر اليوم: من الذي أخرجكم من ظلمات الظلم إلى سعة النور والسرور


​ولم تقتصر الخرافة على الحكايات المتداولة، بل تسللت إلى الكتب. ففي كتاب التاريخ للجرموزي، تُسرد خرافات لا تُصدق، مثل الحكاية التي تقول إنه في عهد الإمام القاسم، ظل طير يحوم فوق صنعاء شهرين يصيح قائلاً: "إمامكم القاسم". وحين مات القاسم، قيل إن حنشًا (ثعبانًا) ظهر في شهارة يتحدث قائلاً: "إمامكم محمد بن القاسم".


​تصفحوا كتب التاريخ عن الثورة، لتعرفوا حجم الظلم والوهم الذي أزاحه السادس والعشرون من سبتمبر. إنه شهر الحرية، شهر كسر قيد الجهل.