آخر تحديث :الأحد-19 أكتوبر 2025-06:09ص

الفتنة أشد من القتل

الخميس - 02 أكتوبر 2025 - الساعة 02:22 م
احمد سالم فضل

بقلم: احمد سالم فضل
- ارشيف الكاتب


كثير من الآراء التي تطرح في الساحة اليوم لا تحمل صفة الرأي الحر البريء، بل تأتي محملة بمعلومات مغلوطة وأهداف غير خافية على المتابع المنصف. ومن ذلك ما ورد في مقال نُشر مؤخرًا تحت عنوان "الجمعية الفضلية"، حيث حاول كاتبه أن يُقلِّل من شأن دولة آل فضل التاريخية، تلك الدولة العريقة التي تمتد جذورها في عمق التاريخ منذ قرون.


لقد حاول صاحب المقال حصر حدود سلطنة آل فضل التاريخية حصرًا مشوَّهًا، فذكر أنها ( قبيلة آل فضل) متجاهلا أنها تمتد من باب السلب أمام جبل حديد بالمعلا حتى حصن سعيد، ومتجاهلًا أيضا الامتداد الطبيعي المعروف للسلطنة على ساحل أبين حتى بئر المنجورة الساحلية ومنطقة لحمر خلف مودية جنوبًا شرقًا باتجاه منطقة المحفد، وحدودها شمالًا حتى جبل حَلْمة بين سلطنة ال فضل وسلطنة يافع السفلى، وهي حدود واضحة وموثقة منذ عصور مختلفة وصولًا إلى العام 1967م.

والمؤسف أن المقال لم يكن بريئًا في إشاراته، إذ حمل في طياته محاولةً لتصغير شأن آل فضل وحصرهم في نطاق قبلي ضيق، بينما الحقيقة أن دولة آل فضل تأسست على امتداد قبلي واسع وعريق، شكل نسيجًا اجتماعيًا متينًا عبر العصور. كما أن المقال لم يكتفِ بذلك، بل حاول غرس إسفين بين الإخوة عبر الإيحاء بضرورة أن يقود الجمعية بعض الرموز والمشايخ من آل فضل، غافلًا أو متغافلًا عن أن رئيس الجمعية هو الأمير علي بن أحمد الفضلي، نجل السلطان الثائر أحمد بن عبدالله الفضلي – رحمه الله، وهذا بحد ذاته شرف ومصدر اعتزاز للجميع.

ولعل المثير للاستغراب أن صاحب المقال انتقى بالانتقاد "الجمعية الفضلية" وحدها، وتجاهل عمدًا عشرات الجمعيات الخيرية والاجتماعية التي تحمل أسماء أسر أو قبائل يمنية، وقد قامت بدور فاعل منذ عقود في خدمة المجتمع، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

جمعية القعيطي

جمعية اليزيدي

جمعية أبناء العواذل (العواذل الخيرية الاجتماعية)

جمعية يافع الخيرية

جمعية هائل سعيد أنعم

جمعية الأعراق

جمعية الأغبري

هذه الجمعيات كان لها دور بارز في تخفيف معاناة أبناء الشعب، وقدمت الكثير من الأعمال الإنسانية والخدمية المشهودة، فلماذا يكون الاعتراض فقط على "الجمعية الفضلية"؟


إننا إذ نؤكد على هذه الحقائق، فإننا ندعو الإخوة الكُتاب وأصحاب الأقلام أن يتحلوا بالمسؤولية، وأن يكونوا على دراية بما يطرحونه من أفكار، بعيدًا عن إثارة الفتن أو تغذية الأحقاد. وكما قيل: "أهل مكة أدرى بشعابها"، وأهل آل فضل أدرى بتاريخهم ومكانتهم..