في كل محافظة تبحث عن النهوض، يكون أول طريق الإصلاح هو الاعتراف بالفشل، ومواجهة الحقيقة مهما كانت مؤلمة، وفي أبين، آن الأوان أن نقف وقفة صادقة مع أنفسنا، ونسأل بكل وضوح ماذا قدم بعض مدراء المكاتب التنفيذية طيلة السنوات الطويلة التي قضوها على كراسيهم؟
ماذا أنجزوا لمحافظتنا؟ وأين هي آثار عملهم على أرض الواقع؟
البعض يردد مقولة: نحن نعمل في ظل انعدام المخصصات المالية والنفقات التشغيلية، وكأن هذا العذر كافٍ لتبرير غيابهم المستمر عن مكاتبهم وفشلهم في إدارة قطاعاتهم، لكن الحقيقة أن المدير الناجح هو من يصنع الحلول من رحم الصعوبات، لا من يستسلم ويختفي خلف المبررات.
لقد أصبح من المؤسف أن نرى أشخاصاً يجلسون على الكراسي منذ عشر سنوات أو أكثر، دون أن يقدموا إنجازاً واحداً يُذكر، ومع ذلك يقاتلون بكل ما يملكون من نفوذ للبقاء في مناصبهم، وكأنها ملك شخصي لا وظيفة عامة، إنها مفارقة مؤلمة، وفشل واضح، ولكن تمسك شديد بالكرسي!
يا سادة، المنصب ليس وجاهة، ولا وجبة دائمة، بل هو تكليف لخدمة الناس، ومن يعجز عن أداء هذا التكليف بشرف وأمانة، فالأجدر به أن يتنحى ويفسح المجال لغيره، إن حب أبين لا يُقاس بمدة البقاء في المنصب، بل بما تُقدّمه لأبين وأهلها من خدمة وإنجاز.
نحن لا نهاجم أحداً، ولكننا نقول كلمة الحق التي تفرضها علينا المسؤولية الأخلاقية والوطنية، والإنسانية،
لقد تعب المواطن من طول مدة الفشل والفساد، وآن لأبين أن تتحرر من الفشل الإداري المزمن، وأن تبدأ مرحلة جديدة عنوانها الكفاءة والنزاهة والتجديد.
نريد أن نرى مدراء يعملون بعقول منفتحة، وقلوب صادقة، وضمائر حية، نريد أن نرى الوجوه الشابة تُعطى الفرصة لتبدع وتبني وتغيّر، بعد أن أثبتت التجارب أن الوجوه القديمة استهلكت كل فرصها ولم تعد تملك ما تقدّمه، إن مستقبل أبين لن يُصنع بالمناصب التي تحوّلت إلى مقاعد انتظار في صالات المستشفيات تنتظر الدور لكي تتعالج، ولكن دون جدوى، بل بالقيادات التي تؤمن أن المنصب وسيلة لخدمة الناس لا وسيلة للعيش والظهور، كفى فشلاً، كفى تمسكاً بكرسيٍ لم يخدم أبين بشيء، ولتكن لدينا الشجاعة لنقولها بصوتٍ واحد من لم ينجح في إدارة مكتبه خلال عشر سنوات، فليمنح الفرصة لمن يستطيع أن ينهض بأبين من جديد.
وانا أقول إن هذا التغيير لن يتم إلا من خلال تغيير محافظ محافظة أبين الذي استمر لقرابة العشر سنوات مع إخفاقات كثيرة، فالتغيير يبدء من تغيير المحافظ الذي لم يعد قادراً على أحداث لي تغيير ..
ودمتم سالمين