آخر تحديث :الأربعاء-24 ديسمبر 2025-01:35ص

الدكتور يحيى الشعيبي.. القائد الذي صنع حضوره بالصمت والعمل

الأحد - 02 نوفمبر 2025 - الساعة 09:22 ص
سمية دماج

بقلم: سمية دماج
- ارشيف الكاتب



في زمنٍ يعلو فيه ضجيج الشعارات، تبرز شخصيات تصنع حضورها بهدوء، دون أن تبحث عن الأضواء. من بين هذه الشخصيات يسطع اسم الدكتور يحيى الشعيبي، الذي اختار طريق العمل الجاد بدلًا من الخطابة، والإتقان بدلًا من الادعاء.


من يعرف الشعيبي عن قرب يدرك أن خلف ملامحه الهادئة شخصية قوية الإرادة، صارمة في المبدأ، مرنة في الموقف، تؤمن أن القيادة ليست سلطة بل مسؤولية. لم يكن يُكثر من الكلام، لكنه حين يتحدث يصيب المعنى، وحين يقرر لا يتردد، لأن قراراته تنطلق من ضمير وطني صادق لا من نزوة آنية.


على امتداد مسيرته، ظلّ الشعيبي وفيًا لقيمه الأولى: النزاهة، الانضباط، وخدمة الوطن. لم تغره المناصب، ولم تغيّره الظروف، بل بقي مثالًا للرجل الذي يمارس الإدارة كفنٍّ أخلاقي قبل أن تكون وظيفة تنظيمية. ولهذا حظي باحترام واسع من زملائه ومرؤوسيه على حد سواء.


لقد أثبت الدكتور يحيى الشعيبي أن الهيبة لا تُفرض، بل تُكتسب من المواقف، وأن الحضور الحقيقي لا تصنعه المناصب، بل تصنعه المصداقية والإخلاص. لذلك بقي اسمه حاضرًا في ذاكرة الناس، لا بصفته مسؤولًا سابقًا، بل رمزًا للقيادة الهادئة التي لا ترفع صوتها، بل ترفع منسوب العمل والانضباط.


إن تجربة الشعيبي ليست مجرد سيرة إدارية، بل درس في المعنى الحقيقي للقيادة الوطنية: أن تكون قريبًا من الناس، صادقًا مع نفسك، وعادلًا في قراراتك..


بقلم سمية دماج