آخر تحديث :السبت-13 ديسمبر 2025-06:34م

البطريق والشعوب العربية، مقارنة قد تبدو مضحكة، لكنها موجعة في العمق.

السبت - 22 نوفمبر 2025 - الساعة 02:32 م
د. فوزي النخعي

بقلم: د. فوزي النخعي
- ارشيف الكاتب


في البدايه فكّر معي قليلاً، ايها القارئ الحصيف، فالبطريق طائر لكنه لا يطير، والعربي مواطن لكنه لا يُمكَّن، البطريق يعيش في جليد بلا فرو، والعربي يعيش في حرّ الفساد وانعدام الخدمات بلا حماية.


البطريق إن نزل البحر أكله الحوت، وإن طلع البر أكله الدب القطبي،

والعربي إن اعترض خنقوه بالروتين، وإن سكت سحقوه بالإهمال، ومع كل هذا البطريق يصفق بجناحيه، وكذلك العربي، يصفّق للمسؤولين، وكأن التصفيق طوق نجاة، أو واجب وطني!


أليس عجيباً هذا التطابق؟ كائنان يواجهان كل أشكال الخطر والعجز، ومع ذلك يمارسان طقس التصفيق بكل طيبة قلب! ربما الفرق الوحيد بينهما، هو أن البطريق يصفّق لأنه كائن بسيط، أما الشعوب فتصفيقها — في كثير من الأحيان — جاء من طول القهر وقلة الخيارات، وفي كثير من الأحيان من السذاجة.


ودمتم سالمين