في خطوة إنسانية جديدة تؤكد على التزام المجتمع الدولي بدعم اليمن في مواجهة أزماته الصحية، أعلنت المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة عن توقيعهما اتفاقية مشتركة لتقديم منحة بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي، مخصصة لمكافحة وباء الكوليرا في البلاد.
ويأتي هذا الدعم ضمن إطار التعاون الثنائي بين البلدين في المجال الإنساني، وامتداداً لجهودهما السابقة في تقديم العون للمتضررين من الأوضاع المتدهورة التي تمر بها اليمن منذ سنوات.
وتهدف هذه المنحة إلى دعم الأنشطة الصحية العاجلة الرامية إلى الحد من انتشار الكوليرا، وتعزيز قدرات المؤسسات الصحية المحلية في التعامل مع تفشي الأوبئة، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها النظام الصحي اليمني نتيجة الحرب المستمرة، ونقص الموارد، وتردي البنية التحتية.
وتُعد الكوليرا من أبرز التهديدات الصحية في اليمن، حيث تسبب في إصابة آلاف الأشخاص، خصوصًا في المناطق التي تعاني من شح المياه النظيفة وضعف خدمات الصرف الصحي. ومن المتوقع أن تسهم هذه المنحة في تحسين ظروف النظافة العامة وتوفير علاجات عاجلة للمصابين، إلى جانب رفع وعي المجتمع المحلي حول سبل الوقاية من المرض.
الجدير بالذكر أن هذه المبادرة تأتي ضمن التزامات كل من السعودية وبريطانيا تجاه دعم الاستجابة الإنسانية في اليمن، وتؤكد على أهمية تظافر الجهود الدولية في التصدي للأزمات الصحية، لا سيما في الدول التي تعاني من نزاعات ممتدة وأزمات إنسانية خانقة.
ويأمل القائمون على هذه المبادرة أن تسهم في الحد من تفشي الكوليرا وإنقاذ أرواح آلاف اليمنيين، في خطوة جديدة نحو استعادة التعافي الصحي تدريجيًا في بلد أنهكته الحرب، وأثقل كاهله الوباء.