تعد مديرية رماه من المديريات الصحراوية في محافظة حضرموت، والتي تقع في الجزء الشمالي من المحافظة، وتتميز بتضاريسها الجبلية والصحاري الشاسعة، وهي منطقة ريفية ذات طبيعة خلابة وتاريخ غني، حيث تعتمد في اقتصادها على الزراعة والرعي كون تنتشر فيها الأراضي الزراعية والمراعي لأن اهتمام سكانها بالثروة الحيوانية من خلال تربية الماشية والإبل، كما تتمتع بتراث ثقافي متميز، حيث يمكن العثور على العديد من المواقع الأثرية والتراثية التي تعكس تاريخ المنطقة بالإضافة إلى العادات والتقاليد التي يتميز بها سكان المديرية، ومع ذلك فإن المديرية تواجه بعض التحديات مثل نقص في البنية التحتية والخدمات الأساسية بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على سكان المنطقة.
صحيفة "عدن الغد" حاورت المدير العام لمديرية رماه الشيخ أحمد سالم صالح المنهالي الذي رد مشكوراً على مجمل أسئلتنا، نتابع ذلك الحوار الآتي في ثنايا الأسطر الآتية:
حاوره / عبدالعزيز بامحسون
•ماهي أبرز المشاريع الحكومية التى نفذت خلال توليكم إدارة السلطة المحلية بالمديرية؟
حقيقة منذ أن تولينا مهامنا بالسلطة المحلية في العام 2022م واجهتنا العديد من التحديات نظرا للظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد بالإضافة إلى ظروف المديرية الصحراوية، ولكن قمنا بتنفيذ عدة مشاريع بتمويل من السلطة المحلية بالمديرية وهي:
ــ مشروع توريد وتركيب طاقة شمسية ببئر الغربية بكلفة (40) مليون ريال.
ــ توريد وتركيب منظومة طاقة شمسية لبئر الشيسع بكلفة (49) مليون ريال.
ــ توريد وتركيب منظومة طاقة شمسية لبئر المسايفة بكلفة (40) مليون ريال.
•حدثونا عن تدخلات المنظمات الإنسانية والإقليمية والدولية في مشاريع البنى التحتية في مديرية رماه؟
بالنسبة لتدخلات المنظمات الإنسانية والإقليمية والدولية في مشاريع البنية التحتية ضعيفة جدا منذ فترة تولينا قيادة السلطة المحلية بالمديرية، لكن خلال هذا العام تمت الموافقة من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية باعتماد تسع فصول دراسية والمقرر تسليمها خلال هذا العام.
لكن لانغفل عن ما قدمته بعض تلك المنظمات بدعم الأسر الفقيرة والأشد فقرا وفي مقدمتها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية خلال العام الماضي وكذا منظمة الأمم المتحدة، والهيئة العمانية للأعمال الخيرية.
• هل فعلا هناك تراجع في مستوى الخدمات العلاجية المقدمة لمواطني المديرية؟
بالنسبة لتراجع الخدمات العلاجية المقدمة لمواطني المديرية بالنظر أولا إلى ظروف المديرية الصحراوية نرى أن هناك استقرار بمستوى تقديم الخدمات العلاجية للمواطنين، حيث تم تعزيز المركز الصحى برماه بطبيبة نساء وولادة خلال العام الماضي، كون المركز الصحي برماه افتقر خلال العشر السنوات الماضية إلى طبيبة نساء وولادة، ومن خلال هذا المنبر الإعلامي نقدم الشكر لمدير عام مكتب وزارة الصحة والسكان بالوادي والصحراء بدعمه المستمر للقطاع الصحي على مستوى مديرية رماه، كما نطمح ونسعى برفد المركز الصحي برماه بأطباء اخصائيين، وإنشاء مركز طوارئ، وكما نوضح بأن مركز مديرية رماه يبعد عن مديرية سيئون مايقارب (370) كيلو متر وطول تلك المسافة تمثل عائقا للمواطنين لتلقي الخدمات العلاجية الخاصة بالإضافة إلى حالات الطوارىء والحوادث بالخط الدولي والذي ينتج عنها أحياناً وفاة المريض قبل وصوله إلى مستشفى سيئون العام.
• كيف تقيمون الوضع الأمني في المديرية؟
منذ أن تولينا مهامنا في المديرية نرى أن الوضع الأمني بالمديرية متدني جدا ويرجع ذلك إلى ضعف الإمكانيات المادية والبشرية، لذا نأمل تعزيزنا بالقوة البشرية واللوجستية والمعدات والأسلحة، بالإضافة إلى احتواء المديرية إلى اعداد كبير من النازحين وكذا المنقولين من مديريات مجاورة، ألا إنه بتضافر وجهود أهالي المنطقة كان لها دور باستقرار جزئي للوضع الأمني.
• حدثونا عن الوضع التمويني للمياه، وهل يصل إلى أنحاء قرى وبوادي المديرية؟
نظرا للظروف التي تمر بها البلاد والارتفاع بسعر المشتقات النفطية وقلة الكميات المصروفه من الديزل المدعوم والتوجه إلى تحويل منظومات ضخ الآبار إلى الطاقة الشمسية ممكن أن نقول أن الوضع التمويني للمياه حالياً يشهد استقراراً نسبياً، وذلك للتخفيف من مصاريف الديزل حيث أنه تم تمويل جزء منها عبر السلطة المحلية، والجزء الآخر تم السعي لدى فاعلي الخير، بالإضافة إلى حفر آبار جديدة، وكما نأمل زياده الكمية المصروفة من الديزل المدعوم وبصورة خاصة خلال فترة الصيف لتشغيل المولدات للعمل بالفترة المسائية لاستقرار تموين المياه، كما نسعى إلى تزويد المديرية بغطاسات لتشغيل بعض الآبار المتوقفة وكذا توفير غطاسات احتياطية.
•ماذا عن مشروع ربط المديرية بالشبكة العامة للكهرباء؟
بالنسبة لربط المديرية بالشبكة العامة للكهرباء تم متابعة المؤسسة العامة للكهرباء بالوادي والصحراء حول ذلك، وتعذرهم حاليا بالربط لبعد المسافة ولكن تم اعطاؤنا وعود مستقبلية بالربط، حيث أن الربط سيشكل نقلة نوعية للمديرية بمختلف المجالات وتشجيع الأعمال الاقتصادية، بالإضافة إلى الاستقرار الاجتماعي بالمديرية.
• تدهور الطرقات الرئيسة في المديرية من أهم الصعوبات التي تواجهكم، أين يكمن دوركم في إعادة وتأهيل الطرقات والخطوط العامة؟
بالنسبة إلى تدهورالطرقات الرئيسة بالمديرية هي فعلاً تشكل عائقاً كبيراً نظراً للعوامل الطبيعية كالأمطار والسيول وزحف الكثبان الرملية، والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد كلها أدت إلى تهالك الطريق، كون أن المديرية يمر بها الخط الدولي الرابط بين بلادنا والشقيقتين سلطنة عمان ودولة الامارات العربية المتحدة، والذي أصبح من الخطوط الرئيسة والحيوية لتدفق المسافرين والبضائع لأغلبية المحافظات اليمنية نظراً لإغلاق بعض الموانىء التي تسيطر عليها جماعة الحوثي تلك الأسباب أدت الى زيادة حركة التنقل بالخط الدولي مما يتطلب الصيانة الدورية، إضافة إلى حدوث العديد من الحوادث التي تشكل عبء على المركز الصحي برماه من ناحية إسعاف الحالات الخطيرة وضعف الإمكانيات، فقد تمت متابعة مكتب وزارة الأشغال العامة والطرق بالوادي والصحراء لمعالجة ذلك وكذا قمنا في السلطة المحلية بالقيام ببعض الصيانات البسيطة وإزاحة الكثبان الرملية.
• ما أبرز المشاريع في البرنامج الاستثماري للمديرية لهذا العام؟
أبرز المشاريع لهذا العام ضمن البرنامج الاستثماري للسلطة المحلية مشروع بناء وحدة تحلية مياه مع تجهيزاتها والتي ستوفر العديد من فرص العمل للشباب والتي ستكون رافدا لقطاع المياه بالمديرية.
• هل لديكم خطط مستقبلية تنوون تنفيذها؟
نعم؛ لدينا العديد من الخطط التنموية من أهمها إنشاء محطة كهربائية بالطاقة الشمسية بالإضافة إلى إعادة تأهيل شبكة كهرباء مركز المدينة، وبناء مركز طوارئ بالمديرية لمعالجة كثرة الحوادث المرورية بالخط الدولي، وتأهيل شبكة مياه رماه بالإضافة لإنشاء شبكة مجاري بالمديرية.
• حدثونا عن جهودكم في استغلال طاقات شباب ورياضيو المديرية؟
بالنسبة لاستغلال طاقات الشباب تم دعم الشباب وتشجيعهم وتسهيل مواصلة دراستهم الجامعية ليكونوا رافدا للمديرية، وإقامة دورات تأهيلية للانخراطهم بسوق العمل، بالإضافة إلى دعم الأندية والأنشطة والفعاليات التراثية والشعبية والرياضية المختلفة كمهرجان الرماية والمزاينة وبطولات كرة القدم.
• كيف تثمنون دعم السلطة المحلية بالمحافظة والوادي لجهودكم الرامية في دعم وتحسين مستوى الخدمات والأداء لمواطني المديرية؟
لا شك أن السلطة المحلية في المحافظة والسلطة المحلية بالوادي والصحراء قدمتا العديد من الدعم لاستقرار أداء السلطة المحلية بالمديرية في ظل التحديات التي تمر بها البلاد حيث تمت معالجة جزئية للنقص في الكادر الوظيفي للتربية والتعليم والصحة والسكان واعتماد ديزل بالسعر المدعوم لتسيير عمل الكهرباء والمياه.
•ما هي أبرز التحديات التي تواجهونها؟
أبرز التحديات التي نواجهها عدم اكتمال فتح المكاتب التنفيذية بالمديرية والتي تقدم خدماتها للمواطنين منها مثلا مكتب الأحوال المدنية مما يرهق المواطن بالسفر إلى مدينة سيئون لاستخراج شهادة ميلاد أو بطاقة شخصية، بالإضافة إلى ضعف الإمكانيات المالية لتسيير شؤون المديرية وقلة الطاقم الوظيفي بصفة عامة.
•كلمة أخيرة تود قولها في ختام هذا اللقاء؟
في ختام هذا اللقاء لا يسعني إلا أن أشكر السلطة المحلية بمحافظة حضرموت ممثلة في محافظ المحافظة الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، ووكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء الأستاذ عامر سعيد العامري كذلك مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لتدخلاتهم بمختلف المجالات بالمديرية، ومختلف الجهات وفاعلي الخير بدعمهم اللامحدود في استقرار بعض من مشاريع المديرية ومعيشة المواطنين.