برعاية معالي وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور محمد سعيد الزعوري، ومحافظ محافظة أبين اللواء الركن ابوبكر حسين سالم، نفذت مؤسسة شباب أبين، بالتعاون مع اتحاد المناخ الأخضر، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف دورة تدريبية بعنوان"تأثير التغيرات المناخية على التصحر والجفاف"،
افتتح الأمين العام لاتحاد المناخ الأخضر، الأستاذ حمدي سالم، الدورة بكلمة شدّد فيها على أهمية رفع وعي المجتمعات المحلية بمخاطر التغيرات المناخية، لا سيّما في المناطق الهشة التي تعاني من ضعف الموارد الطبيعية وتزايد آثار الجفاف والتصحر. وأكد أن التغيرات المناخية لم تعد مجرّد قضية بيئية، بل أصبحت تمس بشكل مباشر الأمن الغذائي والمائي والمعيشي للسكان، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود على كافة المستويات للتصدي لهذه التحديات.
هدفت الدورة إلى رفع وعي المشاركين بالعلاقة بين التغيرات المناخية والتصحر والجفاف، وتعزيز قدرتهم على تحليل الآثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية لهذه الظواهر، والتفكير في حلول عملية وملائمة للسياق المحلي.
قدّم الدورة المدرب علاء باحكر، واستعرض خلالها مجموعة من المحاور العلمية والعملية، تناول فيها تعريف التغيرات المناخية وأسبابها، سواء تلك المرتبطة بالنشاط البشري أو العوامل الطبيعية، إضافة إلى شرح مفهوم التصحر ومؤشراته، وأثره المباشر على البيئة وسبل العيش في المجتمعات المحلية. كما تطرق إلى مفهوم الجفاف وأنواعه، والعلاقة التفاعلية بين الجفاف والتصحر كظاهرتين متداخلتين تُفاقم إحداهما الأخرى.
وسلطت الدورة الضوء على كيفية تأثير التغيرات المناخية على النظام البيئي، من خلال ارتفاع درجات الحرارة، وتغيّر أنماط هطول الأمطار، وتدهور الغطاء النباتي، إلى جانب تقديم لمحة مبسطة عن استراتيجيات التكيف والتخفيف التي يمكن تطبيقها على المستوى المحلي للحد من الآثار السلبية لهذه الظواهر.
ولتعزيز الفهم العملي لدى المشاركين، تخللت الدورة أنشطة تفاعلية هدفت إلى ربط المفاهيم النظرية بالواقع البيئي المحلي. حيث طُلب من المشاركين تحليل التغيرات المناخية التي يشهدونها في مجتمعاتهم، ومناقشة أبرز آثارها البيئية والاجتماعية، مما ساعدهم على توطين المعرفة العلمية وربطها بتجاربهم اليومية. كما تم تقديم تجربة تفاعلية حركية توضّح كيف أن اختلال أحد مكونات البيئة يؤثر بشكل مباشر ومتسلسل على باقي العناصر، مما يبرز هشاشة التوازن البيئي وأهمية الحفاظ عليه. وفي ختام الأنشطة، انخرط المشاركون في نقاش جماعي قدّموا خلاله حلولاً واقعية وقابلة للتطبيق للتخفيف من آثار الجفاف والتصحر، مؤكدين على أهمية المبادرات المحلية ودور الأفراد والمجتمعات في حماية الموارد الطبيعية وتعزيز القدرة على التكيف.