توفي المعتقل اليمني السابق في سجن غوانتانامو الأميركي، فهد غازي، الأربعاء، إثر حادث مروري مروع وقع في طريق سيئون بمحافظة حضرموت شرقي اليمن، بعد انقلاب السيارة التي كانت تقله أثناء رحلة عائلية.
وحسب المحامي عبدالرحمن برمان رئيس المركز الأمريكي للعدالة، فإن فهد كان برفقة عدد من أقاربه في طريقهم لاستقبال إحدى قريباتهم العائدات من الخارج، عندما انفجر إطار السيارة ما أدى إلى انقلابها ووفاته في الحال، ومن المقرر أن يصل جثمانه إلى العاصمة صنعاء ليوارى الثرى صباح اليوم الخميس.
ويُعد فهد غازي أحد المعتقلين اليمنيين الذين احتُجزوا لسنوات طويلة في معتقل غوانتانامو سيئ السمعة دون محاكمة. وقد اعتُقل في باكستان بعد أربعة أشهر فقط من وصوله إليها، وكان يبلغ من العمر حينها نحو 16 عامًا، وسُلّم بعد أسبوعين إلى القوات الأميركية التي نقلته إلى غوانتانامو في بداية افتتاح المعتقل، مطلع عام 2002.
رغم أن إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش وافقت على الإفراج عنه عام 2007 بعد تقارير تؤكد أن اعتقاله غير قانوني، فإن إدارة باراك أوباما رفضت السماح بعودة المعتقلين اليمنيين إلى بلادهم، ما أدى إلى استمرار احتجازه حتى يناير 2016.
وفي أواخر ولاية أوباما، أُفرج عن فهد ونُقل مع عدد من المعتقلين اليمنيين إلى سلطنة عُمان ضمن برنامج استضافة خاص بالتنسيق مع الحكومة الأميركية، وقد لحقت به زوجته وابنته للعيش معه هناك، واستقرت العائلة حتى نهاية عام 2024، حين أبلغتهم السلطات العُمانية بانتهاء فترة الضيافة وطلبت منهم مغادرة البلاد.
عاش فهد مع عائلته في صنعاء بعد عودته، محاولًا بدء حياة جديدة رغم سنوات الاعتقال الطويلة التي تجاوزت 14 عامًا، وكان قد تزوج في سن 15 عامًا، وغادر اليمن بعد ذلك بعام واحد فقط.
الجدير بالذكر أن مركز الحقوق الدستورية في نيويورك، الذي تولى الدفاع القانوني عن فهد، أنتج فيلمًا وثائقيًا إنسانيًا مؤثرًا بعنوان: "في انتظار فهد: أمل أسرة للحياة خارج غوانتانامو"، يوثّق فيه معاناة فهد وعائلته خلال فترة احتجازه، ومشوارهم الطويل في البحث عن العدالة.