في خطوة عسكرية توصف بأنها الأضخم في تاريخ التعاون الدفاعي بين أستراليا واليابان، أعلنت كانبرا عن توقيع صفقة استراتيجية "تاريخية ومرعبة" مع طوكيو لتحديث أسطولها البحري، وسط تصاعد التوترات الإقليمية في المحيطين الهندي والهادئ.
وبموجب الصفقة، ستحصل أستراليا على 11 فرقاطة شبحية متطورة من طراز "موغامي"، مقابل 6 مليارات دولار. الفرقاطات من إنتاج شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، وتتميز بقدرات عالية على التخفي، ونظام إطلاق عمودي يحتوي على 32 خلية قادرة على إطلاق صواريخ "توماهوك" بعيدة المدى، مما يجعلها من أكثر السفن الحربية فتكاً في البحار.
وقال وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس إن هذه الاتفاقية تمثل "تحوّلاً جذرياً" في قدرات البحرية الأسترالية، مشيراً إلى أن "موغامي" تمثل الخيار الأمثل لمواجهة التهديدات المتزايدة في المنطقة.
وأوضح مارليس:
"إنها أكبر صفقة دفاعية تبرمها أستراليا مع اليابان على الإطلاق، وتأتي في وقت تحتاج فيه بلادنا إلى تعزيز دفاعاتها البحرية لمواجهة بيئة أمنية متغيرة."
خلفية وتداعيات الصفقة:
تأتي هذه الصفقة ضمن خطة أسترالية لرفع عدد قطع أسطولها البحري من 11 إلى 26 قطعة خلال السنوات العشر القادمة. وتُعد الصفقة الأضخم التي تبرمها اليابان في مجال تصدير المعدات الدفاعية منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ما يمثل تحولاً جذرياً في السياسة الدفاعية لطوكيو التي ظلت لعقود خاضعة لقيود دستورية صارمة.
وتفوقت شركة ميتسوبيشي في الفوز بهذه الصفقة على عروض منافسة من ألمانيا وكوريا الجنوبية وإسبانيا.
ومن المتوقع أن تبدأ عمليات تسليم الفرقاطات في عام 2030، لتحل محل سفن "أنزاك" التي دخلت الخدمة منذ تسعينيات القرن الماضي.
ماذا تعني الصفقة للعالم؟
تعكس رغبة أستراليا في مواجهة النفوذ العسكري الصيني المتزايد في المنطقة.
تمثل بداية مرحلة جديدة من انفتاح اليابان على تصدير التكنولوجيا الدفاعية المتطورة.
تؤكد دخول المحيطين الهندي والهادئ في سباق تسلّح بحري غير مسبوق، يهدد بتغيير موازين القوى في السنوات المقبلة.