قبل عامين تقريبًا قامت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين – مكتب عدن بتسليم إدارة مخيم خرز لجمعية الوصول الإنساني. حالة التشاؤم التي رافقت التسليم قبل عامين بدأت الآن جلية وواضحة، بعد تدهور متسارع في وضع المخيم مقارنة بما كان عليه قبل التسليم، وقد نتج ذلك عن فشل جمعية الوصول الإنساني في الوفاء بالتزاماتها والقيام بواجباتها في جميع الجوانب الخدمية، وفي مقدمتها تأخر صرف مرتبات العاملين في المخيم وأزمة المياه التي تضرب المخيم، والتي أثبتت ضعف فاعلية الجمعية في حلها وهي تتكرر كل يوم.
من المسؤول الأول الذي يجب أن يُحاسَب اليوم؟ هل هي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين؟ أم جمعية الوصول الإنساني الشريك الرسمي للمفوضية السامية؟ وهل هناك جهات أخرى ذات علاقة يحق لها محاسبة الطرفين؟ أقصد مكتب عدن وجمعية الوصول الإنساني. ومن هو المستفيد الأول من بقاء مخيم خرز في هذه الحالة من التيه، فالكل لا يدري إلى أين يتوجه بالشكوى، لأن هناك إجماعًا واضحًا من طرفي العمل الإنساني على بقاء المخيم على هذا الوضع، وربما يكون ذلك مقدمة لوضع أسوأ في الأشهر القادمة.
في كثير من المشاكل نجري نقاشات مع القائمين على المخيم، وفي مقدمتهم مدير جمعية الوصول الإنساني علي بجاش عواجي ومدير المجمع الحكومي المحامي الواحشي، ولسان حالهم يقول: "سنبقى على هذا الوضع وليس بيدنا فعل أكثر من ذلك". فهل الجميع أصبح يتآمر على المخيم ولكن بشكل خفي وغير معلن؟ لكن لماذا يتم وضع مديرين للمخيم، وإذا حصل خلل في شبكة المياه لم يقدرا على حله؟ أو طالب العامل براتبه المتوقف منذ شهرين (يوليو وأغسطس)، فلا تجد لهم أي دور عدا ظهورهم في بعض الصور مرة في الشهر أو عند تقاسم الأخشاب التي كانت تمتلئ بها المخازن تحت مسميات غير معقولة.
قبل خمسة أشهر تقريبًا، وهذه أغرب قصة توضح حال المخيم والقائمين عليه، انكسرت إحدى مواسير المياه من نوع الحديد فتسرّب الماء بقوة! فالمشكلة كانت تحتاج إلى استبدال هذا الجزء من الماسورة بجزء صالح وجديد أو استخدام اللحام، لكن تفاجأنا من القائمين على المخيم بوضع صبة خرسانية من الأسمنت على مكان الكسر والتسرب، فهل يُعقل هذا؟ أم أن الوضع في المخيم "ماشي الحال"؟ وللمصداقية أرفقت لكم خمس صور تجدونها في رابط هذا التقرير، وإلى اليوم والماء يتسرب والصبة موجودة، فالصور وحدها كافية لتلخص حال المخيم. فإذا كانت إدارة مخيم خرز للاجئين غير قادرة على شراء متر واحد لإصلاح شبكة المياه، فما الداعي من وجود هذا الشريك وهؤلاء المديرين الفاشلين في مهامهم وعدم قدرتهم على تقديم أبسط الخدمات التي كانت تقدم قبل تسليم المخيم لجمعية الوصول الإنساني خلال دقائق معدودة؟ فهل وجدت المفوضية ضالتها في هذا الشريك الضعيف الذي لا يطالبها بشيء، فأصبحت هذه الشراكة خدعة أو لعبة طالما بحثت المفوضية خلال سنوات طويلة عن مثلها؟ فأصبح العامل واللاجئ هم من يدفعون ثمن هذه المساومة وتقاسم المصالح بين طرفي العمل الإنساني. لقد حضر الاسم وغاب المُسمى يا دعاة الإنسانية المزيفون.
في مخيم خرز تقريبًا سبعون بلوك، في كل بلوك تجمع للمياه أي سبعون تجمعًا في السابق، واليوم أصبح اللاجئون يقطعون مسافات طويلة للبحث عن المياه بسبب فشل القائمين على المخيم في إصلاح شبكات المياه التي مرت عليها سنوات طويلة. والصور توضح استخدام الدراجات النارية في البحث عن الماء وخروج الأهالي المتكرر لذلك.
الأهالي في مخيم خرز للاجئين بلحج يتوجهون بنداء إنساني للسلطات اليمنية ولجميع المنظمات الدولية والمحلية، ويطالبونهم بالنزول إلى مخيم خرز ونقل معاناة اللاجئين والعاملين في المخيم، ورفع هذا الظلم عنهم وكشف فساد القائمين على المخيم وما يدور فيه من تجويع ومهانة وإذلال، ومخاطبة الأمم المتحدة ومحاسبة كل من تورط أو شارك في هذه المعاناة سواء كانوا مدراء أجانب أو محليين، والانتصار للعدالة السماوية والقوانين الإنسانية التي تضمن حق العيش الكريم للاجئ والعامل تحت رعاية الأمم المتحدة ومفوضية اللاجئين.
