أعلنت لجنة الطوارئ بالاتحاد اليمني العام لكرة القدم، مساء الخميس، قرارها بالاستغناء – بالتراضي – عن خدمات مدرب منتخب الناشئين الكابتن قيس محمد صالح، وتعيين الكابتن سامر فاضل مديرًا فنيًا جديدًا للمنتخب الذي يواصل معسكره الداخلي في مدينة لودر بمحافظة أبين استعدادًا للاستحقاقات المقبلة.
وقدمت اللجنة شكرها للكابتن قيس على جهوده، مؤكدة أن التغيير جاء "حرصًا على استقرار المنتخب وضمان جاهزيته للبطولات المقبلة". وجاء القرار على خلفية الأزمة التي اندلعت في معسكر المنتخب بعد أن وصف المدرب الإعلاميين الذين حضروا لتغطية تدريبات المنتخب بـ"المقتحمين"، رغم تنسيق حضورهم مسبقًا مع إدارة المنتخب، ما أثار غضبًا واسعًا في الوسط الإعلامي والرياضي.
قرار إقالة الكابتن قيس أثار جدلًا واسعًا بين الإعلاميين والناشطين الرياضيين، ويعكس توتر العلاقة بين الاتحاد والكوادر الفنية. ويقول العديد من الخبراء والمحللين إن الاتحاد اليمني لكرة القدم بحاجة إلى مراجعة سياساته واتخاذ قرارات أكثر مهنية، خاصة مع أهمية الاستقرار الفني لبناء أجيال جديدة من اللاعبين الناشئين.
وحول ذلك علق الإعلامي خالد هيثم معبر عن استيائه من تصرفات الاتحاد، ويقول: "ما حدث في معسكر لودر يعكس الفوضى والعشوائية في إدارة الاتحاد"، وقال ان نقل المعسكر من العاصمة عدن الى لودر لم يكن خيار مدروس مشيرا الى ان كل الإمكانات في عدن كانت متوفرة دون الحاجة للانتقال".
وبدوره وصف الكاتب محمد حسين المنصوري قرار الإقالة بأنه "خسارة كبيرة للكرة اليمنية"، ويقول: "الكابتن قيس أفضل مدرب يمني وحقق إنجازات رائعة في وقت قياسي"، وعبر عن قلقه من قرارات الاتحاد المرتجالية التي تعتمد أحيانًا على دوافع شخصية أكثر من الجانب الفني.
الإعلامي توفيق سويد الرازحي علق على القرار قائلاً: "إقالتك خسارة لهم، وتمت بطريقة غير أخلاقية وغير مهنية"، ويقول: "يتم اختيار المدرب الجديد دائمًا ليكون البطل في حال تحقق الإنجاز، ونتساءل هل سيقبل سامر فاضل أن ينسب إنجازات قيس لنفسه؟".
الناشط الإعلامي عايض القصبي عبر عن تقديره للكابتن قيس، ويقول: "هو اسم محفور في ذاكرة الكرة اليمنية، صنع إنجازات كبيرة في أصعب الظروف"، وعلق على أداء الاتحاد: "بدل أن يدعم الكفاءات الوطنية، يحاول إقصاء أفضل المدربين".
الإعلامي معاذ بن ثابت علق قائلاً: "القرار لا يمكن أن ينتقص من قيمتك أو عطائك، بل يضيف إلى سيرتك البيضاء"، ويقول: "الرجال الأوفياء لا يخسرون أبدًا، وقيس سيظل في قلوب اليمنيين".
في أول تصريح له بعد القرار، قال قيس محمد صالح: "المبادئ فوق المناصب والعمل شرف لا ينتهي"، وعبر عن تقبله للإقالة "بكل ثقة وامتثال"، مؤكداً أن خدمة الوطن تظل شرفًا عظيمًا سواء استمر التكليف أو توقف. وعلق قائلاً: "نطوي صفحة مرحلة قصيرة مليئة بالتحدي والحب والوفاء، ونفتح قلوبنا دائمًا للأمل والعمل والعطاء"، موجهاً الشكر لكل من سانده ووقف إلى جانبه، ويقول: "المستقبل يحمل الأفضل لشباب اليمن وللوطن الغالي".
قرار اقالة قيس يعكس تحديًا أمام المنتخب في المرحلة المقبلة، حيث يحتاج الفريق إلى استقرار فني وتخطيط طويل الأمد لضمان تحقيق إنجازات مستقبلية على المستويين الإقليمي والدولي.