حين يصبح العمل رسالة، تتحول الحياة إلى لوحة من العطاء والإخلاص، وهذه هي قصة هيفاء أحمد الأصبحي، ضابطة المشاريع في الصندوق الاجتماعي للتنمية – عدن، امرأة لم تعرف للراحة عنوانًا، حملت رسالة التنمية بجد وإخلاص، ومضت في دربها التنموي بثبات وإرادة قوية، حاملة هموم المجتمع إلى مشاريع ملموسة حسّنت حياة آلاف اليمنيين في عدن والمحافظات الجنوبية.
سنوات هيفاء لم تذهب هدراً، بل تحولت إلى سجل حافل بالعطاء والإنجازات، حيث حولت التعب والإرهاق إلى بصمة خالدة يلتمسها كل من عرفها أو استفاد منها. . إيمانها العميق بأن عدن والمحافظات الجنوبية حرمت كثيراً من المشاريع التنموية دفعها لبذل كل جهد ممكن للحصول على موافقة لتنفيذ مشاريع مختلفة شملت قطاعات حيوية.
هيفاء الأصبحي تمثل نموذج المرأة القوية التي تسعى لإحداث فرق حقيقي في مجتمعها، من خلال تلمس احتياجاته وتحويلها إلى مشاريع تنموية ملموسة في محافظات عدن، لحج، أبين، والضالع. من هذه المشاريع:
- قطاع الحمابة الاجتماعية : بناء وتجهيز مركز الطفولة الآمنة، الورش المهنية لذوي الإعاقة، دور الأحداث، مركز التكافل، ترميم وتجهيز دار المسنين، ومركز التدخل المبكر.
- الدمج الاجتماعي: تجهيز فصول دمجية للأطفال ذوي الإعاقة السمعية والذهنية، دعم برامج التربية الشاملة، وتأهيل معلمين وكوادر تربوية في قضايا الإعاقة والدعم النفسي والاجتماعي.
- قطاع الصحة: بناء وتجهيز وحدات صحية ومراكز طوارئ اساسيه في عدن، وبناء وتجهيز قسم العلاج الطبيعي وتاهيل مركز الأطراف الصناعية، بالإضافة إلى مشاريع التحويلات النقدية المشروطة في مجالات التغذية في مديربات رصد. الشعيب. مودية قعطبة والمسيمر ومودية.
- المجتمع المدني: دعم منظمات المجتمع المدني في بناء القدرات وتعزيز الأنشطة القائمة، والإشراف على إنشاء مركز التدريب المهني في الضالع.
لقد كانت مسيرتها المهنية محفوفة بالتحديات، لكنها تحولت إلى دافع لمزيد من العطاء والنجاح، مؤكدة أن العمل ليس مصدر رزق فقط، بل وسيلة لإحداث التغيير وصناعة الأثر في المجتمع. عملت بصمت وإخلاص لسنوات طويلة، وكرست قلبها وخبرتها لمؤسستها الصندوق الاجتماعي للتنمية، تاركة أثرًا لا يمحى، يستحق كل تقدير واعتراف.
التضامن والمناصرة والدعم المجتمعي الذي تحظى به هذه الأيام في عدن، أبين، لحج، والضالع، بعد قرار الإقصاء المتعمد عنها، يعكس حجم الأثر الإيجابي الذي تركته في المجتمع، ويجسد رسالة وفاء لكل امرأة جعلت حياتها لوحة صبر وإنجاز.
هيفاء الأصبحي ليست مجرد موظفة ناجحة، بل رمز للعمل المخلص، ووجه مضيء للمرأة اليمنية التي تؤمن بأن التغيير الحقيقي يبدأ من العطاء والعمل الدؤوب.