في مشهد بهيج يفيض بالأمل، تتواصل في مدينة تعز فعاليات مهرجان الأغنية الوطنية – مدارس تغني للوطن 2025، الذي تنظمه مؤسسة المدينة للإنتاج الفني والإعلامي بالتنسيق مع مكتب التربية والتعليم. ويشارك في المهرجان عشرات الطلبة والطالبات من مدارس المحافظة، مرددين بأصواتهم أغانٍ وطنية جديدة وأخرى من التراث الثوري اليمني.
ويأتي المهرجان في ظل حالة انقسام سياسي يعيشه اليمن، لكنه يوجّه رسالة مختلفة، مفادها أن الفن والثقافة ما زالا قادرين على جمع اليمنيين تحت راية واحدة، بعيدًا عن الصراعات والمشاريع الضيقة. حيث شكّل الحفل منصة للتأكيد على الهوية الوطنية الجامعة، والتشديد على أن الوطن أكبر من الانقسامات، وأن الأجيال الجديدة تحمل بذور السلام عبر الغناء والكلمة الصادقة.
وكيل أول محافظة تعز الدكتور عبدالقوي المخلافي، أشاد في كلمته بجهود المنظمين، مؤكداً أن هذا المهرجان ليس مجرد فعالية فنية، بل هو رسالة وطنية بليغة، تحيي ذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة، وتغرس في نفوس الطلاب معاني الحرية والجمهورية.
من جانبه أوضح رئيس مؤسسة المدينة للإنتاج الفني والإعلامي فكري قاسم أن المهرجان يهدف إلى تحفيز إنتاج أغانٍ وطنية جديدة، تستلهم روح الجيل الذهبي لرواد الأغنية الوطنية، وتواكب في الوقت نفسه تحديات الواقع الراهن، لتظل الأغنية الوطنية حاضرة وفاعلة في وجدان الشعب.
المهرجان، الذي يشهد مشاركة 30 مدرسة في منافسات غنائية إبداعية، يقدم أيضًا مساحة لتجديد الولاء للوطن بعيدًا عن الاستقطابات، ليؤكد أن الغناء بإمكانه أن يكون جسرًا بين الأجيال ومظلة جامعة فوق كل الانقسامات.
ويُنتظر أن تُعلن لجنة التحكيم المختصة أسماء المدارس الفائزة بالمراكز الأولى في ختام المهرجان يوم 17 سبتمبر، وسط أجواء مفعمة بالفخر والانتماء الوطني.
بهذا المعنى، فإن تعز تغني للوطن ليس مجرد عنوان مهرجان، بل صرخة أمل في زمن الانقسام، ورسالة أن اليمن لا يزال يمتلك ما يوحده: صوته، فنّه، وذاكرة ثوراته الخالدة.