أشعل القيادي الاصلاحي حميد الأحمر الجدل من جديد عبر تغريدة مثيرة للجدل تناول فيها محافظة تعز بوصفها "بوابة تحرير صنعاء"، في تكرار لخطاب سياسي يرى فيه مراقبون محاولة لإعادة إنتاج نفس الشعارات دون تقديم حلول واقعية لمعاناة المواطنين.
ورغم استحضاره لذكريات والده الشيخ عبدالله الأحمر وإشارته إلى دور تعز التاريخي في مسيرة اليمن، إلا أن خطابه جاء محمّلًا بلغة الاتهامات واللوم للأطراف المختلفة، من قيادات الدولة إلى قوى التحالف العربي، وصولًا إلى قوى داخلية في المحافظة. هذا الطرح، بحسب محللين تحدثوا لـ صحيفة عدن الغد، لم يقدّم جديدًا بقدر ما أعاد إنتاج سرديات مألوفة ترسّخ الانقسام وتغفل الأولويات الملحّة لسكان تعز الذين يرزحون تحت حصار وأزمات إنسانية خانقة.
ويرى مراقبون أن التوظيف السياسي لمعاناة تعز لا يخدم أبناءها بقدر ما يزيد من حالة الاستقطاب، إذ يتحوّل الحديث عن التحرير والبطولة إلى وسيلة لتبادل الاتهامات بين الأطراف، بدلًا من تحويله إلى خارطة طريق عملية تخفّف عن المواطنين وتُعيد الاعتبار لدور المحافظة المحوري.
إن انتهازية بعض الخطابات السياسية، وفقًا لتعليقات الشارع، تُحوّل تضحيات أبناء تعز إلى مادة للمزايدة، بينما يظل الواقع على الأرض يئن تحت وطأة غياب الخدمات وانسداد الأفق السياسي. وهنا تتجلى الحاجة إلى خطاب وطني جامع يعترف بتضحيات تعز، ويضع همومها الفعلية في صدارة الأولويات، بدلًا من استغلالها لتصفية الحسابات السياسية.
وبينما أكد الأحمر في ختام تغريدته على ضرورة محاسبة المتورطين في جريمة اغتيال الأستاذة افتـهان المشهري، يرى ناشطون أن الأجدى هو الدفع نحو دعم القضاء وتعزيز مؤسسات الدولة في تعز، بعيدًا عن لغة التجييش والتحريض، لأن استقرار المحافظة لن يتحقق إلا بإعلاء سلطة القانون فوق أي حسابات سياسية أو حزبية.