أكد الصحفي والأكاديمي العدني البارز عبدالرحمن أنيس أن الصحافة اليمنية تمر اليوم بمرحلة هي الأصعب في تاريخها الحديث، معتبرًا أن المهنة لم تعد تواجه خطر الحرب فقط، بل خطر فقدان المعايير والهوية المهنية وسط بيئة من الاستقطاب والانقسام.
جاء ذلك خلال مشاركته في الجلسة الثانية من اليوم الأول لـ مؤتمر الإعلام اليمني الرابع، الذي انعقد تحت شعار "نتضامن لنحمي الحريات" بمشاركة نخبة من الصحفيين.
وقال أنيس في مداخلته: "الصحفي اليمني اليوم يعيش بين الخوف من الاستهداف وبين الحاجة إلى الاستمرار في العمل، بين الالتزام بالمهنة والضغط من القوى المسيطرة، وبين ضمير الصحفي وضرورات البقاء، هذه ليست أزمة مهنة فقط، بل أزمة وجود وهوية".
وأوضح أن الحرب ألغت المسافة بين الإعلام والسياسة، وجعلت كثيرًا من الوسائل الإعلامية أدوات تعبئة ودعاية، بينما تراجع الإعلام المستقل بسبب ضعف التمويل وضيق المساحة المتاحة للحركة.
وتحدث أنيس بإسهاب عن واقع الصحفيين المستقلين، مؤكدًا أن "الاستقلالية أصبحت عبئًا في نظر بعض الأطراف، والمستقل يُنظر إليه كخصم لا كصوت مهني"، لافتًا إلى أن "الاستقطاب السياسي دمَّر الثقة داخل الوسط الصحفي وجعل التضامن بين الصحفيين مرهونًا بالانتماء السياسي لا بالمبدأ".
وفي محور التضامن المهني، شدد عبدالرحمن أنيس على أن غياب التضامن بين الصحفيين هو أخطر مظاهر الانقسام الحالي، قائلاً: "عندما نصمت عن انتهاك زميل لأننا نختلف معه، فإننا نمنح الشرعية للانتهاك القادم ضدنا، التضامن ليس شعارًا إنسانيًا بل واجب مهني وأداة حماية جماعية".
ودعا إلى بناء ثقافة تضامن مؤسسية تتجاوز ردود الفعل اللحظية، عبر إنشاء شبكات مهنية ومنصات مشتركة لرصد الانتهاكات والدفاع عن الصحفيين من جميع الأطراف دون تمييز.