آخر تحديث :الجمعة-07 نوفمبر 2025-08:47م
مجتمع مدني

منتدى الجنوب لتنمية الوعي السياسي يواصل أنشطته الأسبوعية ويعقد ندوة جديدة

الجمعة - 07 نوفمبر 2025 - 07:03 م بتوقيت عدن
منتدى الجنوب لتنمية الوعي السياسي يواصل أنشطته الأسبوعية ويعقد ندوة جديدة
عدن (عدن الغد) فلاح المانعي

عقد منتدى الجنوب لتنمية الوعي السياسي والاجتماعي

يوم الخميس الموافق 6/11/2025 في العاصمة عدن، ندوة جديدة بورقة عمل تحت عنوان "النزاعات المسلحة بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية (الأسباب والتداعيات السياسية)".


وقد رحب رئيس المنتدى سعادة السفير قاسم عسكر بالحاضرين، وهم شخصيات أكاديمية ووطنية واجتماعية وعسكرية وأمنية وإعلامية وسياسية، مشيرًا إلى أهمية الموضوع الذي ستقدمه الندوة، خاصةً أنه يحمل أبعادًا سياسية وعسكرية وأمنية، وله أسباب وتداعيات سياسية ومصالح اقتصادية بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية.


وأشار إلى أن ذلك لا يعني أن الحروب كانت محصورة بين البلدين والدولتين، فقد شهدت جغرافيا العالم حروبًا عديدة تبدلت فيها الأحوال عبر الأزمنة الماضية منذ القرون الوسطى، واحتُلت أمم وشعوب بالحروب والقوة والقهر، وكانت هناك إمبراطوريات وتكتلات وأحلاف ومعسكرات سقطت وأخرى انتصرت. وتشهد دول العالم اليوم حروبًا وصراعات عديدة لها جذور سياسية ومصالح اقتصادية واجتماعية وتاريخية، استُخدمت فيها كل وسائل الدمار والقتل، فعطلت مسيرة الحياة والتطور العام للبشرية وشعوب ودول العالم، وخلفت مآسي لا تُحصى.


ثم أُعطيت الفرصة لمقدّم ورقة ندوة المنتدى العميد عوض هادي سالم الصبيحي، الذي بدأ حديثه بتعريف الحرب بأنها حلٌّ للقضايا السياسية بالقوة، أو أن الحرب استمرار للسياسة بوسائل أخرى. وأوضح أن كل مرحلة لها إمكانياتها ووسائلها، وقد تطورت بشكل ملموس عن كل مرحلة سابقة، وأن المرحلة القادمة ستشهد تطورًا هائلًا في الأسلحة المختلفة، من الأسلحة الفتّاكة والمدمّرة بصورة لم يشهد لها مثيل من قبل، وكل مرحلة تأتي تكون أكثر من سابقتها في التدمير لكل ما هو على الأرض.


وبيّن أن النزاعات المسلحة بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية كانت عديدة، منها قديمة ومنها حديثة: حربان قديمتان عامي 1972م و1979م، وحرب حديثة عام 2015م انتصرت فيهما جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية على الجمهورية العربية اليمنية، وحرب جديدة عام 1994م انتصرت فيها الجمهورية العربية اليمنية على جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. وقد استُخدمت في كل الحروب الأربع مختلف وسائل الدمار، فأُزهقت الأرواح ودُمّرت المنجزات وخُلّفت أضرار نفسية وأحقاد وكراهية بين الشعبين والبلدين.


وأضاف أن لهذه الحروب أهدافًا سياسية نظرًا لاختلاف النظامين في الدولتين، إذ كان كل نظام يحاول تغيير الآخر لصالحه. كما تم استخدام حروب داخلية في البلدين بهدف حماية أمن واستقرار حدود البلدين، وقد نجحت اتفاقات القاهرة عام 1972م وقمة الكويت عام 1979م في عودة قوات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إلى الحدود الدولية المتعارف عليها بين البلدين، كما تدخلت الجامعة العربية وبعض الدول لوقف هذه الحروب.


وفي الحربين الأخيرتين، قاوم شعب الجنوب الاحتلال اليمني، بما في ذلك تدخل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وما تزال الحرب مستمرة دون توقف نهائي حتى الآن. وأشار إلى أن الدول المجاورة والدول الكبرى كانت قد وضعت قواتها واستعداداتها على حدودها أو في البحار القريبة من الدولتين، خصوصًا في الحربين الأولى والثانية اللتين كانتا ضد الجمهورية العربية اليمنية.


بعد ذلك، أُعطي الحديث للحاضرين الذين أثروا ورقة الندوة بعدد من الملاحظات، وتوسعت بمداخلة الدكتور صبري عفيف العلوي الذي أشار إلى أهمية ما ورد في الورقة المقدمة للندوة، مرتّبًا في مداخلته العديد من العوامل التي أدت إلى هذه الحروب والصراعات السياسية والمصالح والهواجس، وأهمها وجود التراتيب الاجتماعية غير المتجانسة في الجمهورية العربية اليمنية، والتي أدت بنتائجها الكارثية على الجنوب.


وقد أوصى الحاضرون بالتالي:

1. الاستفادة من نتائج ما خلّفته هذه الحروب من دمار وقتل وتشريد لمواطني البلدين.


2. أن هذه الحروب أدت إلى إفقار البلدين وتجويع مواطني الدولتين، وخلقت أحقادًا وكراهية بين الشعبين.


3. ضرورة استكمال تحرير أرض الجنوب من الاحتلال اليمني، وخاصة وادي حضرموت والمهرة ومديرية مكيراس من محافظة أبين، إما سلمًا بمقايضة عودة قوات الجنوب إلى الحدود الدولية من حريب وقعطبة والمخا، أو بالحرب إذا تطلب الأمر ذلك.


أدار الندوة الأستاذ خالد عمر عبدالله العبد.