أثار الكاتب السياسي حسين صالح عزيز جدلاً واسعاً بعد نشر مقال تناول فيه مسيرة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، متسائلاً عمّا إذا كان اليمنيون قد أنصفوا الزعيم الراحل أم أن الأحكام السائدة حوله جاءت نتيجة تراكمات سياسية وإعلامية بعيدة عن قراءة موضوعية للواقع الذي حكم فيه.
وفي مقاله، اعتبر الكاتب أن صالح لم يكن رجلاً خارقاً أو معصوماً، بل يمنياً عادياً خرج من بيئة بسيطة، إلا أنه واجه عند توليه السلطة دولة مثقلة بالتحديات، بدءاً من اعتمادها على الدعم الخارجي لدفع الرواتب، مروراً بتفكك المؤسسة العسكرية وهيمنة المشايخ ومراكز النفوذ، وصولاً إلى هشاشة البنية الأمنية والسياسية.
وأشار عزيز إلى أن الرئيس الراحل بدأ بإعادة بناء الجيش وربط وحداته بالمؤسسة الرسمية، كما عمل على الانتقال من نموذج الأمن القمعي إلى العمل السياسي المنظم عبر المؤتمر الشعبي العام، ثم التعددية الحزبية والديمقراطية بعد الوحدة اليمنية.
ويؤكد الكاتب أن اليمن، وقت وصول صالح للحكم، لم تكن دولة غنية أو تمتلك مقدرات اقتصادية كبيرة كما يعتقد البعض، بل كانت تعاني من محدودية الموارد وتعقيدات اجتماعية وقبلية ومذهبية جعلت إدارة الدولة مهمة “تشبه الرقص على رؤوس الثعابين”، على حد تعبيره.
ويرى عزيز أن فترات الحكم السابقة لصالح شمالاً وجنوباً كانت مليئة بالانقلابات والصراعات الدموية، بينما حاول صالح – وفقاً للمقال – إدارة البلاد بدرجة من التوازن وتجنب الانزلاق إلى العنف رغم كثافة الضغوط والتحديات.
ويخلص الكاتب إلى أن تقييم مرحلة صالح يستدعي قراءة منصفة بعيداً عن الفجور في الخصومة والمبالغة في العداء، مؤكداً أن ما يطرحه يمثل وجهة نظر تحليلية قابلة للنقاش وليست حكماً قاطعاً على التاريخ.
