شهدت صنعاء خلال الأيام الماضية تحرّكاً قبلياً واسعاً، عقب لقاء موسّع احتضنه منزل الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر، وجمع عدداً من مشايخ بكيل وحاشد ووجهاء قبائل يمنية مختلفة، لمناقشة قضية المعتقلين لدى جماعة الحوثي، وفي مقدمتهم الدكتور حمود العودي والمهندس عبدالرحمن العلفي.
وخلال الاجتماع، شدد الحاضرون على خطورة النهج الأمني الذي اتبعته سلطة صنعاء باحتجاز شخصيات فكرية وسياسية بارزة عُرفت بمواقفها الوطنية ومساهماتها في الدعوة للمصالحة، مؤكدين أن الدكتور العودي—أحد أعمدة الفكر وعلم الاجتماع السياسي—والعلفي قدما إسهامات كبيرة في الشأن العام، وكانت تحركاتهما تستهدف معالجة قضايا المواطن وفتح آفاق للتطور والخروج من أزمات البلاد.
كما أشاروا إلى المواقف الوطنية الواضحة لكل من غازي أحمد الأحول، أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام، والأستاذ رامي عبدالوهاب محمود عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي – قطر اليمن، مؤكدين أن هذه الشخصيات لعبت أدواراً وحدوية مهمة، وساهمت في الدفاع عن وحدة الصف الوطني ورفض التدخلات الخارجية.
وفي ختام النقاش، وجّه الشيخ حمير بن عبدالله الأحمر رسالة باسم قبائل اليمن، دعا فيها سلطة صنعاء إلى وقف الإجراءات الأمنية «غير المتوقعة» بحق الرموز الوطنية والمدنية، مشيراً إلى الحالة الصحية للدكتور العودي وتقدمه في السن، وإلى معاناة المهندس العلفي من أمراض لم يتمكن من علاجها.
وأكد الأحمر أن هذه الاعتقالات تُستغل سياسياً واجتماعياً بشكل يضر بالنسيج الوطني، داعياً إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين لما يمثله ذلك من خطوة حكيمة لتعزيز الثقة ولمّ الشمل اليمني، وقطع الطريق على كل من يسعى لشق الصف الوطني.
وشدد المجتمعون في ختام لقائهم على أن الإفراج عن المعتقلين أصبح ضرورة وطنية ملحّة «لخير البلاد والعباد»، وللحفاظ على ما تبقى من النسيج الاجتماعي في ظل الظروف التي تعيشها اليمن.
