دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى حوار جنوبي جنوبي لم يكن لأنه يتهاوى إلى السقوط ، أو أنه في مأزق سياسي كما فهمها البعض أو بعبارة أدق الذين تعمدوا أن يفسروها بذلك الشكل المغلوط ، دعوة الانتقالي إلى حوار جنوبي جنوبي القصد منها إتاحة الفرصة لمن فاته الصعود إلى سفينة الجنوب المبحرة إلى شاطئ استعادة الدولة الجنوبية ، ومن ثم المضي قدما نحو مزيدا من الانتصارات العسكرية و السياسية والديبلوماسية فوق التي تحققت من سابق .
من حالة ردود الأفعال تجاه الدعوة وبما لايدعو مجال للشك أن الغالبية الساحقة من مكونات سياسية جنوبية وقادة عسكريين وسياسيين ومشائخ وشخصيات اجتماعية ورجال أعمال ومواطنين أصحاب المواقف الثابتة يتبين أن جميعهم قد انخرطوا في المجلس الانتقالي الجنوبي منذ أول يوم تأسس فيه وشاركوا في ذات التفويض الشعبي الجنوبي له اللواء/ عيدروس الزبيدي في تمثيل قضية الجنوب وقيادتها داخليا وخارجيا .
إذا لم يتبقى من الجنوبيين الذين ابعدوا أنفسهم بأنفسهم عن جنوبيتهم غير أولئك الذين ارتبطوا بمشاريع سياسية وعسكرية من التي تريد أحياء اليمننة على أرض الجنوب ، وارتبطوا بمصالح خاصة مع قادة تلك القوى اليمنية ، وكانوا هم الذين سبق لهم وحاربوا الانتقالي خاصة والجنوب عامة سياسيا وعسكريا وخدميا واقتصاديا .
لهذا لاعجب في مسارعة أولئك الأشخاص في الرفض لدعوة الانتقالي إلى حوار جنوبي جنوبي ، حتى قبل أي مشاورات تمهيدية ، كون مطلب الاستقلال هو الهدف من الحوار الجنوبي الجنوبي الغير مقبول المساومة عليه ، وهذا لم يرق لهم اليوم كما لم يرق لهم بالأمس ، ولن يروق لهم أيضا في المستقبل .
مما نحب أن نذيعه وبأعلى أصواتنا في مسامع أولئك الأشخاص ، نقول لهم كفوا عن أنفسكم كثرة اشتراطاتكم في أن الحوار الجنوبي الجنوبي لايكون إلا بكذا وكذا ، لحيث وجميع الخطوات السياسية والعسكرية التي سبق وأقدم عليها الانتقالي الجنوبي وقوات الانتقالي الجنوبي لاتنازل في الرجوع عنها ، ولن يكون الحوار الجنوبي الجنوبي مطلقا حتى يمنحكم فرصة طرح مشاريع مرتبطة بما تسمى الوحدة اليمنية أو اليمن الإتحادي ، وبفضل الله ثم بفضل الالتفاف الشعبي الجنوبي الساحق حول الانتقالي المساند لقوات الانتقالي سيمضي الانتقالي قدما حتى تحقيق الاستقلال واستعادة دولتنا الجنوبية .