مهما حاول الأشقاء في التحالف العربي أنهاء الحرب في اليمن عن طريق وضع حلول افتراضية لا تلامس الواقع المفروض على الأرض شمالا وجنوبا التي أنتجتها الحرب ضد الحوثيين وتحقيق متطلبات تلك النتائج فأن تلك الحلول الأفتراضية ستكون نتيجتها الفشل الدائم ولن تؤدي إلى أنهاء مشكلة الحرب ، ومادام أن الشرعية اليمنية المنفية في الخارج لم تتجاوب مع أهداف عاصفة الحزم السياسية والعسكرية بعدم تقديمها أي تضحيات تذكر طيلة سنوات الحرب من أجل هزيمة الحوثيين وتمكينها من العودة إلى العاصمة اليمنية صنعاء والسيطرة عليها فأنها لا تستحق أن تكون طرفا في أي تسويات قادمة لإنهاء مشكلة الحرب في اليمن لأنهم لا يستطيعون العودة إلى صنعاء ولأنه غير مرحب بهم الاستقرار في العاصمة الجنوبية عدن .
اللواء عيدروس الزبيدي الرجل الأول في الجنوب بصفته رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الكيان الجامع لكافة المكونات السياسية الجنوبية ولكافة شعب الجنوب وبكونه نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأيضا بكونه قائد الثورة الجنوبية قد قالها أكثر من مرة وفي مناسبات جنوبية عدة أن لا تنازل عن أهداف ومبادئ الثورة الجنوبية البتة مهما كانت التحديات الخارجية والداخلية وأنه لا يمكن التنازل عن شبر واحد من أراضي الجنوب المتعارف عليها بحدود ماقبل 22 مايو 1990 م، وأن ثروات الجنوب سيادية لا يسمح العبث بها أو التنازل عنها لأي جهات خارجية أو يمنية تكون هي الرهان التي عليها تبنى تسويات القوى اليمنية والتحالف على حساب استعادة دولة الجنوب المستقلة، وأن الجنوبيين ماضون في نضالهم حتى استعادة دولة الجنوب المستقلة وعاصمتها عدن، وأن الجنوب شريك التحالف في الحرب ضد الحوثيين، بما معناه أن المجلس الانتقالي الجنوبي قيادة و شعب هم مع التحالف العربي في الحرب ضد الحوثيين إذا أرادوا ذلك وأنهم مع التحالف في أي تسويات سياسية قادمة لإنهاء مشكلة الحرب في اليمن إذا أرادوا ذلك أيضا بشرط أن لا تكون حلول تلك التسويات السياسية على حساب هدف استعادة دولة الجنوب المستقلة أو على حساب سيادة ثرواته .
تلك التصريحات للواء عيدروس الزبيدي مفهومة وواضحة وضوح الشمس في كبد السماء أن الأشقاء في التحالف ودول الإقليم والعالم إذا عزموا النية الصادقة فعلا في إنهاء مشكلة الحرب في اليمن فيجب عليهم أن يبنوا تسوياتهم السياسية للحل على ضوء واقع ما أنتجته الحرب على الارض من سيطرة عسكرية وأمنية وخاصة في الجنوب .
يجب على الأشقاء وهم يسعون إلى فرض تسويات سياسية لإنهاء الحرب في اليمن أن لا يكون جل هدفهم كيف يرفعون أيديهم من هذه الحرب وكفى بل يجب عليهم أن يمدون نظرة حلولهم إلى حل مشكلات قديمة أنتجتها ما تسمى الوحدة اليمنية وما أنتجتها حرب صيف 94 العدوانية ضد الجنوب ودولته وقيادته ومواطنيه التي لا يكون حلها بغير فك الارتباط بين دولتي الشمال والجنوب ، تعقيدات التعايش بين شعبي الجنوب والشمال بحرية وأمن وسلام في ظل دولة واحدة قد بلغت ذروتها وأصبحت أكثر تعقيدا مما كانت عليه من قبل مهما كان شكل نظام الدولة أو تسميتها ومهما كانت التسويات السياسية التي تحاول بناء تلك الدولة الجديدة .
الجنوب اليوم أصبح محمي ومدافع عنه من الشعب الجنوبي قاطبة وليس من مناضليه فقط ، حيث أصبح هدف استعادة دولته الجنوبية المستقلة الذي لا حياد عنه مرفوعا شعاره ومرغوبا ومقبولا لدى جميع فئات الشعب الجنوبي الدينية والاجتماعية والسياسية والعسكرية والوطنية دفاعا عن الدين والعرض والأرض والوطن الذين يرون أن تكون التسويات السياسية الحقة في إنهاء الحرب باليمن هي التسويات التي تبنى على أساس فك الارتباط بين الشمال والجنوب ويكون ذلك بأعتراف عربي وإقليمي ودولي باستقلال كل من دولتي الشمال والجنوب .