آخر تحديث :الخميس-07 أغسطس 2025-12:13م

علة غياب الأخلاق عن السياسة

الجمعة - 03 مايو 2024 - الساعة 05:19 م
مشتاق العلوي

بقلم: مشتاق العلوي
- ارشيف الكاتب




ما من مجال من مجالات الحياة الإنسانية، إلا وتُطرح قضية الأخلاق فيه، وتكون قاعدة رئيسية في التكوين وشرط للاستمرارية والنجاح.
وقد دار الجدل منذ زمن قديم عن علاقة الأخلاق، والفن، والعلم، والتجارة، والرياضة،
والسياسة،... الخ.
ولعل إلحاح هذا الهاجس الأخلاقي في كل هذه المجالات، هو بالحقيقة واضح وبين،
لذا فإن الأخلاق هي ضمان إستمرار الحياة الاجتماعية والإنسانية، مع ضمان محافظة هذه المجالات على ذاتها، فإرتباط الأخلاق في هذه المجالات هو إرتباط وثيق ومتين، فلا يمكن لأي مجال الاكتمال والنجاح إلا بالأخلاق.
فإذا بدٱنا بالسياسة على سبيل المثال - فقد شاع ان السياسة والأخلاق متمانعان، وانه اذا دخل أحدهم من الباب، فسرعان ما يخرج الأخر من النافذة، لأن للسياسة منطقًا تحكمه المصلحة والسلطة والمناورة، ولكن إذا كان منطق السياسة منفصلًا - حقاً عن منطق الأخلاق، فهذا يعني إننا سنعيش في غابة مليئة بالوحوش المفترسة التي يلتهم أقواها اضعفُها، واذ كان هناك في العالم الف سبب وسبب يؤكد لنا هذه المقولة الوحشية، فإن علة ذلك هو غياب الأخلاق عن السياسة، وليس استحالة الجمع بين المنطقين - منطق الأخلاق ومنطق السياسة.
وذلك أن تعنت السلطة الحاكمة يريد أن يفصل السياسة على هواه، ويزعم ان لها منطقًا طبيعياً يجافي الأخلاق، وذلك ما شاهدناه من قِبل الحكومات والأحزاب السياسية المتصارعة في وطننا اليمن (بشكل عام)، من إستخدام سياسة التجويع والتنكيل والحرمان، بدون مراعات أدنى مشاعر الأخلاق الإنسانية.
فمثلًا على سبيل المثال - استخدام ورقة التلاعب في خدمة الكهرباء، تزامناً مع دخول فصل الصيف واشتداد درجة الحرارة في هذه الايام، وتعذيب الشعب في المناطق الحاره، فقد يصل إرتفاع درجة الحرارة في العاصمة "عدن" إلى 37°، فكيف ستكون حياة المسنين والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة وكذلك الحوامل.
وكل ذلك لأجل مقاصد سياسية بحتة والدليل على ذلك صمت الجميع، فأين الأخلاق التي أوصى بها رسولنا الكريم، من تعذيب شعبنا في مجالات الحياة الأساسية الضرورية.
لقد طفح الكيل، وبلغ السيل الزبى، فيا مرؤوسي شعبنا وحكومتنا
أيها السياسيون والقادة جميعًا، إن وجودكم في كراسي السلطة مرهون في خدمة الشعب وتسهيل سُبل الحياة المعيشية.
فإنكم لم تقدموا شيء لصالح هذا الشعب المكلوم والمغلوب على أمره، بل اقحمتم الشعب في مناكفات وصراعات هو في غنىً عنها، وذلك بسبب سياستكم النتنة والمؤبوة بالأمراض الناتجة عن بعدكم عن الأخلاق والمبادئ القيمة السامية.
فخافوا ﷲ في شعبكم، و تأكدوا انكم محاسبون أمام الله يوم الحساب، حتى وإن فلتّم من المحاسبة في الحياة الدنيا.
وإياكم أن تختبروا صبر شعبنا فقد صبر شعبنا بما فية الكفاية، وقد بلغ السيل الزبى، وطفح الكيل، فلا متسع يوجد للخطابات الكاذبة والوعود المخادعة، فلا تنتضروا ثورة المكلوم فإني أراها تتهيى رويدًا رويدا، فإن استوت لفح حميمُها جميعكم، فان ارادة الشعوب لا تُقهر ولا تنكسر، فعودوا إلى رشدكم واحيوا في ضمائركم روح الأخلاق الحسنة والمبادئ السامية، واعرفوا حجمكم الطبيعي فلا تتجبروا في وجة شعبنا الباسل، فان الجميع إلى الفناء ولن يبغى إلا وجه رُبك ذو الجلال والإكرام.