البروف يعاني من ظروف !!!

التقيت صدفة بزميلي وقدوتي في العلم والعمل البروفيسور الدكتور وكبير الخبراء، فسلمت عليه سلام حار وعزمته على شاي حليب دبل نص بدون سكر لأنه يعاني من أمراض العصر السكر والضغط، وكان الوقت بعد صلاة العصر، وجدته خرج من صيدلية حزين ومكتئب جداً كالعادة، فقلت له خليها على الله وتعال اعزمك على شاي عدني رزين من عند المجيدي ...

بعد أن جلسنا وطلبنا الشاي قلت لزميلي البروف مالك زعلان تقول حد لطمك في وجهك !!!، فقال : أولا قول لنا متى الراتب يا دكتور !؟ وبعدين ساحكي لك حكايتي الحزينة، فقلت له الراتب سيتاخر كالعادة وسنستلم إن شاء الله بعد منتصف الشهر القادم لأنه أصبح الشهر 50 يوماً هذا بحساب السرق الطرق الذي وكلناهم أمرنا، هذا إذا تدخل البنك المركزي وباع 50 مليون دولار في مزاد علني كالعادة !!!

فقال البروف : تصدق يا أخي أنني خرجت الآن من الصيدلية مكسور الجناح وأول مرة في حياتي انكسر وتهون علي نفسي في هذا الموقف الذي لا يحسد عليه !!!

خلص عليه دواء السكر والضغط وتعشمت بالصيدلي لأني زبونه الدائم أن يعطيني دواء السكر والضغط دين إلى الراتب فرفض وقال يا عم أنا عامل وصاحب الصيدلية يأتي كل ليلة بعد نهاية الدوام يأخذ الحساب كامل، إذا سترد لنا المبلغ بعد صلاة العشاء سنعطيك الدواء، فلم أرد عليه بكلمة وخرجت وأنا مطأطأ الرأس في قمة الإحراج !!!

بعد خدمة أكثر من 25 عاماً في التدريس الجامعي وكتابة الأبحاث العلمية وخدمة المجتمع والإشراف ومناقشة طلاب الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه لم أجد حق دواء السكر والضغط !!!

قلت للبروف الكل يعاني، ونسأل الله أن تتوقف الحرب وتتحسن الظروف وتستلم تسويتك المالية للألقاب العلمية أستاذ مشارك وأستاذ ويرتفع راتبك وتشتري الدواء نقداً وراسك فوق ...

قال البروف: عندما حصلت على لقب أستاذ مشارك بعد كتابتي لثلاثة أبحاث علمية خلال خمس سنوات بعد حصولي على الدكتوراه وتحكيمها خارجياً بالدولار اعتقدت أن الظروف ستتحسن ولكن خاب املي ولم تصرف لنا على الاقل تسوية اللقب المالية، فكتبت خمسة أبحاث علمية أخرى خلال خمس سنوات اخرى وحصلت على الأستاذية (بروفيسور) وهو أعلى لقب علمي، وأيضا لم أحصل على تسويته المالية فتراكمت علينا الديون ولم نستطع نرد الدين الذي تسلفناه في تحكيم الأبحاث خارجياً وهي مبلغ 500 دولار بل لم نستطع أن نشتري الدواء في وقته !!!

لا حول ولا قوة إلا بالله

بعدها ذهبنا أنا والبروف إلى زميلنا وصديق طفولتنا الذي تسرب من التعليم الثانوي وهو الآن قائد بحجم وطن واعطانا قيمة الدواء للبروف وقال إذا احتجتوا شيء قولوا لصاحب الصيدلية نحن تبع القائد أبو حسن وهو سيعطيكم الدواء مجاناً وأنا ساحاسبه، فشكرنا القائد أبو حسن بحجم وطن !!!

د.غسان ناصر عبادي