جميعنا نتابع بقلق بالغ سلسلة الإضرابات المتكررة التي ينفذها قطاع التعليم في مختلف محافظات الجنوب، احتجاجاً على انقطاع رواتبهم ومستحقاتهم، والتي في حقيقة الأمر قد فقدت قيمتها الحقيقية في ظل الغلاء الفاحش، والظروف القاسية التي تمر بها بلادنا.
إن حرمان المعلم من حقه في العيش الكريم يعني بالضرورة حرمان الطالب من حقه المشروع والمكفول، في التعليم.
إن إغلاق أبواب المدارس ليس مجرد توقف عن تقديم الدروس، بل هو بمثابة إعلان عن ميلاد جيل مشوه الهوية، هش الفكر، عاجز عن البناء والتفكير النقدي، جيل لا يرى في الحياة سوى الفوضى والفراغ، ويغدو فريسة سهلة للتطرف والتخريب والعنف.
وعليه:
نناشدكم، أنتم النخبة من الإعلاميين والمثقفين والأكاديميين وصنّاع المحتوى والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، أن تضطلعوا بمسؤوليتكم الأخلاقية والوطنية في هذه اللحظة الحرجة، لتكثيف الخطاب الموجه إلى الجهات المعنية أولًا، ثم توجيه الخطاب إلى القيادات السياسية، والعسكرية، والأمنية، والمدنية، إلى جانب رجال المال والأعمال، والجمعيات الخيرية، والمنظمات المدنية، للضغط من أجل إيجاد حلول عاجلة ومستدامة.
إن دعم قطاع التعليم ليس مجرد تبرع مادي أو موقف عابر، بل هو استثمار في مستقبل اولادنا.
ويجب أن نطالب بتوفير الدعم المادي والمعنوي لضمان استمرار العملية التعليمية، والحفاظ على ما تبقى من بصيص الأمل في عقول الأجيال القادمة.
فلنكن جميعاً صوتاً واحداً في وجه الصمت، وحاجزاً أمام الانهيار.
فالتعليم ليس ترفاً، بل هو السلاح الحقيقي الذي يحمي الأوطان من الضياع.
#انتهى
