آخر تحديث :الخميس-07 أغسطس 2025-12:14م

الشيخ محمد فضل العمري.. صوت الحكمة في زمن التحولات

الثلاثاء - 08 أبريل 2025 - الساعة 07:29 م
مشتاق العلوي

بقلم: مشتاق العلوي
- ارشيف الكاتب


تعيش الساحة الجنوبية مرحلة دقيقة من التحولات السياسية والاجتماعية، تفرض على أبناء الوطن وقادته إعادة ترتيب الأولويات، وتحديد مسارات العمل الوطني بما يتماشى مع متطلبات المرحلة وطموحات الشعب.

وفي هذا السياق، جاء إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة اللواء عيدروس الزُبيدي، عن تأسيس "مجلس الشيوخ" كخطوة تهدف إلى تعزيز التمثيل القبلي والاجتماعي، والمساهمة في استقرار البنية المجتمعية من خلال إشراك الشخصيات ذات الثقل والخبرة في القرار العام.


ورغم التحفظات التي رافقت هذه المبادرة في بداياتها، إلا أن واقعية المشهد وتطور الأحداث جعلت كثيرًا من الأصوات تراجع مواقفها، ليس تراجعًا عن المبادئ، وإنما استجابةً لمتطلبات الواقع، الذي لا يقبل الفراغ ولا يسير بالعاطفة، بل بالحكمة والتوازن.


وإذا ما توجهنا نحو الأم مديرية حالمين ــ تلك الحاضنة القبلية العريقة ذات التقاليد الراسخة ــ نجد أن مجتمعنا ما زال يرتكز على نظام قبلي منضبط، قُسّم منذ القدم إلى أربعة أقسام، صاغها الأجداد وفق أعراف ضمنت التماسك، وساهمت في حفظ الأمن الاجتماعي، حتى في ظل غياب الدولة.


ومن بين أبرز الشخصيات التي فرضت حضورها في هذه المرحلة الحساسة، يبرز اسم الشيخ/ *محمد فضل جبران العمري*، شيخ مشايخ قبيلة العمري، كأحد الرموز الذين يجمعون بين الحكمة، والحنكة والخبرة، والرؤية المتزنة والحضور الفاعل.

فقد عرف عنه دوره الكبير في حل النزاعات، وتهدئة التوترات، بما يملكه من مكانة اجتماعية، وتاريخ أسري مشهود له بالحكمة ورجاحة الرأي.


إن حالمين اليوم بحاجة إلى شخصية ذات قبول واسع وقدرة على التمثيل الحقيقي، تعكس تطلعات المجتمع وتعبّر عن إرادته، ولا شك أن الشيخ/ *محمد فضل العمري* يجسد هذه المواصفات مجتمعة.

فهو رجل المرحلة، بما يملك من مؤهلات، وما يتحلى به من خصال، وما يجده من احترام وتقدير بين مختلف شرائح المجتمع الحالمي.


من هنا، فإن ترشيحه لعضوية مجلس الشيوخ، بل وتصدره للمشهد القبلي في حالمين، يمثل خطوة منطقية نحو التوازن والاستقرار، ويبعث برسالة مفادها أن الحكمة ما زالت حاضرة، وأن صوت العقل لا يزال يجد صداه في زمن التحولات. وذلك عن استحقاق منطقي فقبايل العمري جميعها تمثل (الربع) من التقسيم القبلي القديم. وكذا الكثاقة السكانية والجغرافيا في إطار المجتمع الحالمي بشكل عام.