آخر تحديث :السبت-03 مايو 2025-03:13ص

عدن مدينة أشباح!!!

الأربعاء - 30 أبريل 2025 - الساعة 08:06 م
د. غسان ناصر عبادي

بقلم: د. غسان ناصر عبادي
- ارشيف الكاتب



كانت عدن مدينة المساكين يعيش فيها الفقير والغني والمعدم والتاجر جنبا إلى جنب، وكانت فيها الخدمات متوفرة (سكن وكهرباء وماء وتعليم وصحة وغيرها) لجميع فئات المجتمع، وهذه الخدمات أحيانًا تنقطع لفترة وتعود...


هذه الأيام تعيش مدينة عدن أسوأ حالتها على الإطلاق فالكهرباء منقطعة تماماً وتلصي ساعتين في اليوم والليلة وهذه الساعتين تنقطع الكهرباء فيها خمس مرات والاجهزة الكهربائية تتلف بسبب اللعب بالتيار الكهربائي!!؟


أما الماء فينقطع ثلاثة أيام ويأتي ساعة فقط مع الفجر والذي يمتلك ماطور في عدن يعتبر محظوظ يعبي خزان الماء في هذه الساعة، أما الذي لا يمتلك ماطور تذهب الساعة ويشتري بوزة ماء بعشرين الف ريال!!!


بالنسبة للتعليم فالمدارس والجامعات الحكومية في إضراب مستمر منذ أربعة أشهر، أما المدارس والجامعات الأهلية مفتوحة ولكن رسومها خيالية، لا يستطيع المواطن العادي تعليم أولاده فيها إلا الميسورين والتجار الفجار والمسؤولين الفاسدين والقادة بحجم أرضية ركن هم الذين يعلموا أولادهم خاص وهم قلة قليلة!!!


والصحة في مدينة عدن حدث ولا حرج، حمى الضنك والملاريا والاسهالات منتشرة ومتفشية في المواطنين، والناس تموت ولا تستطيع أن تتعالج في المستشفيات الخاصة التي تبالغ في اسعارها كثيراً وليس هناك حسيب ولا رقيب، وياليت أنها تعالج المرضى بل يموت المواطن وتحجز جثته في المستشفى الخصوصي كي يدفع أهله الرسوم !!!


وأيضا السكن في مدينة عدن أصبح فيه صعوبة بالغة، فالايجارات تحسب بالريال السعودي الذي يصعد بسرعة الصاروخ امام الريال اليمني المتهالك وهذا أثقل كاهل المواطن الذي لا يدري ماذا يفعل!؟ هل يكافح كي يوفر لقمة العيش لأسرته أمام الغلاء الفاحش وتدهور العملة أو يسدد الإيجار بالريال السعودي!؟


أصبح المواطن يفكر بالنزوح من مدينة الأشباح مدينة عدن التي تفقد كل مقومات الحياة ويهاجر إلى أرض الصومال أو جبوتي، لعله يجد الحياة هناك خلف البحار!!!



د. غسان ناصر عبادي