آخر تحديث :الأحد-04 مايو 2025-04:42م
أخبار وتقارير

الرئيس علي ناصر : المواطنون في عدن يهتفون بالوحدة اليمنية والرئيس صالح يسأل عن حي السيسبان

الأحد - 04 مايو 2025 - 01:22 م بتوقيت عدن
الرئيس علي ناصر : المواطنون في عدن يهتفون بالوحدة اليمنية والرئيس صالح يسأل عن حي السيسبان
(عدن الغد) خاص:

إعداد/ د. الخضر عبدالله:


الرئيس صالح ..وحي السيسبان


يواصل الرئيس السابق علي ناصر محمد، حديثه عن زيارة الرئيس علي عبد الله صالح إلى عدن، التي كانت المرة الأولى التي يزور فيها رئيس شمالي عدن.. يقول الرئيس ناصر مسترسلا:" قبل الدخول في الموضوعات الجدية في المحادثات التي ستبدأ في عدن، أودّ أن أروي "طرفة" حصلت أثناء استقبالنا للرئيس صالح، وهي تتعلق بـ"السيسبان"، والسيسبان اسم شجرة تنبت في المناطق المالحة، وتكثر في المناطق الساحلية، وتُسمى شجرة الشيطان. وهناك حيّ شعبي فقير جداً بهذا الاسم يقع بين الشيخ عثمان ودار سعد، يقطنه نحو ثلاثة آلاف مواطن في بيوت قديمة مصنوعة من التراب والقش، أضيفت إليها عشرات المباني العشوائية.

ويضيف الرئيس ناصر في حديثه :" وفي عهد الاستعمار الإنكليزي استُخدمت قلة ضئيلة من بيوت هذا الحيّ  للدعارة، وصار الكثيرون يربطون بين كلمة "سيسبان" وبيوت البغاء في الحيّ.  السلطات البريطانية  وافقت على منح حارتين في كريتير والشيخ عثمان تراخيص لممارسة الدعارة رسمياً، وكلفت أطباء القيام بزيارات دورية للتحقق من خلوّ تلك البيوت من الأمراض الجنسية والأمراض الأخرى. وقبل انسحاب البريطانيين اختفت تلك  الظاهرة من تلك  الأحياء تحت ضغط  رجال الدين. وبعد الاستقلال عملت السلطة على تحسين وضع الأحياء الفقيرة، ومنها حيّ السيسبان، حتى أصبحت تلك السمعة  شيئاً من الماضي.

ويواصل الرئيس ناصر حديثه قائلاً:" وفيما كانت السيارة المكشوفة تشقّ طريقها بصعوبة شديدة وسط هتافات المواطنين، فوجئتُ بالرئيس صالح يسألني ضاحكاً: هل وصلنا إلى السيسبان؟! لم أصدق في البداية أنه يقصد الحيّ المذكور. وكان كلما وصلنا إلى حيّ آخر، يعيد السؤال كرّة أخرى. وعندما كرّر السؤال عند اقترابنا من دار سعد، ساورني شعور بأنّ هناك عالَمين منقطعاً أحدهما عن الآخر بالكامل، عالَم الجماهير اليمنية المحتشدة، الهاتفة للوحدة بأعلى صوتها، وعالَم رئيس يفكر في الحيّ، ويحاول أن يخفض صوته، مكرراً السؤال نفسه. وعندما وصلنا إلى السيسبان، كانت الجماهير تهتف على طول الطريق، فقلتُ له: هذا هو السيسبان. عندها كفّ عن تكرار  الأسئلة، وضحك وارتفعت مشاعره، وتفاعلت نظراته، وتعالت يداه  لتحيّي المواطنين، والهتاف يتصاعد: "وحدة وحدة يمنية، وحدة وحدة فورية".


غضب علي عنتر!!


 يتطرق الرئيس ناصر. ويقول :" تركنا الضيف الكريم، وتحركتُ في سيارة كنتُ أقودها بنفسي، وكان بجانبي العقيد علي عنتر، الذي لاحظت تقطيبة غضب منعقدة على وجهه، فسألته: ما بك؟ فقال: هل تعرف ماذا حصل؟ أول سؤال طرحه عليّ الرئيس علي صالح عند وصوله إلى كرش، كان: أين السيسبان؟ وكلما مررنا بمكان كرر سؤاله عمّا إذا كان هذا هو السيسبان. عندها انفجرت بالضحك، وقلت: وهل بدأها منذ وصوله؟

ومضى الرئيس ناصر يقول :" لقد كان الرئيس صالح يتصرف ويتحدث بنحو طبيعي غير آبه لردود الفعل عند ذكر ذلك.


الخلاف على كلمة " الرئيس"


  أردف الرئيس ناصر في حديثه :" وقبل أن أدخل في مواضيع المباحثات الجدية، أذكر حكاية أخرى أسوقها عن الزيارة: لقد رتّبنا له اجتماعاً مع مسؤولي الجبهة الوطنية، سعياً لوضع حد نهائي للمشاكل التي تنعكس تلقائياً على علاقات الشطرين  والخسائر البشرية والمادية، وللنظر في مطالب الجبهة. وفي مستهل الجلسة رحب به الأمين العام للجبهة، سلطان أحمد عمر، قائلاً: أهلاً بالأخ علي. عندها انتفض صالح غاضباً وقاطعه، قائلاً: قل لي يا فخامة الرئيس. قال سلطان: إذاً، سأناديك بالأخ الرئيس. كلا، قال صالح، بل قل: يا فخامة الرئيس. ومنعاً للتوتر، اقترحتُ حلاً وسطاً، وهو فخامة الأخ الرئيس. وضحك الجميع. أما اليوم، فأصبحت كلمة فخامة الرئيس متداولة عند ذكر اسم أيّ رئيس في اليمن وخارجها.


صالح وذكائه الفطري


وأضاف الرئيس ناصر وقال:" ويجب أن أعترف بعد هذه السنين، بأنّ الرئيس صالح قد تعلّم كثيراً من السلطة، وتجاوز في بداية عهده الكثير من مطباتها، ومؤامراتها، بعضها بسبب ذكائه الفطري، وبعضها لخبرته الطويلة، ثم استفادته من دروس سلَفيه، وخاصة من الناحية الأمنية، وما عرف عنه من جرأة وتهور معاً  في اتخاذ الموقف أو إصدار القرار، وأحياناً بالحظ ودعوة الوالدين، كما قال الأستاذ محمد الفسيل في إحدى المقابلات الصحفية بعد الوحدة. لكنّ ذلك لا يكفي لسبر غوره. لقد أمسك بكل الخيوط، ولم يكن يقطع صلاته حتى مع ألدّ أعدائه. هذا هو صالح الذي ردد في أكثر من خطاب أنه حمل كفنه بيده قبل تسلمه السلطة، حرصاً منه على استقرار البلد ومصالحه، والذي اعترف لي بصريح العبارة بأنه جاء إلى السلطة 1- بمسدسه 2- بالمال السعودي 3- بالدعم الأميركي.


( للحديث بقية)