أعلنت جماعة الحوثي، الاثنين، ضبط ومصادرة عدد من أجهزة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية ستارلينك في مناطق سيطرتها، متهمة مستخدميها بالقيام بـ"أغراض تجسسية". ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها التابعة للحوثيين عن مصدر أمني قوله إن الأجهزة والمعدات المضبوطة كانت تُستخدم لأغراض تجسسية، متهماً الحكومة المعترف بها دولياً في عدن بأنها رخصت هذه الأجهزة في انتهاك صريح لسيادة الجمهورية اليمنية. وأضاف المصدر أن الحكومة سعت لتهريب أجهزة ستارلينك إلى المحافظات الحرة، خدمة للمخابرات الأميركية والإسرائيلية وأنشطتها المعادية، على حد وصفه.
وحذر المصدر الأمني من "خطورة استخدام هذه الأجهزة الممنوعة في الأنشطة التجسسية"، داعياً كل من يمتلكونها إلى تسليمها لجهاز الأمن والمخابرات قبل اتخاذ إجراءات قانونية بحقهم. واعتبر أن امتلاك أجهزة ستارلينك يعد جريمة تخابر يعاقب عليها القانون، وحث المواطنين على الإبلاغ عن أي معلومات تتعلق بهذه الأجهزة. ويأتي إعلان الحوثيين بعد أسبوع من تدشين الحكومة المعترف بها دولياً خدمة بيع وتوزيع أجهزة وباقات الإنترنت الفضائية ستارلينك في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في أول خطوة رسمية لتفعيل الخدمة في اليمن بعد أشهر من التحضير.
وبدأت المؤسسة العامة للاتصالات، بصفتها الجهة المخولة، بيع أجهزة Starlink Standard Kit Gen3 V4 بسعر 500 دولار، مع طرح باقات معتمدة تشمل: 40 غيغابايت بسعر 47 دولارًا، 1 تيرابايت بسعر 135 دولارًا، 2 تيرابايت بسعر 265 دولارًا، 6 تيرابايت بسعر 800 دولار. وأوضحت المؤسسة أن الخدمة ستكون متاحة عبر نقاط بيع معتمدة يجري توزيعها تدريجيًا في مختلف المحافظات المحررة، مشيرة إلى أن الانطلاقة تأخرت عن الموعد المعلن في مايو/أيار الماضي لأسباب تنظيمية، إلى أن استُكملت الترتيبات الفنية والإدارية.
وتعد خدمة "ستارلينك"، التابعة لشركة "سبيس إكس" المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، مشروعًا لتوفير الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية للمناطق النائية أو التي تعاني ضعف البنية التحتية التقليدية للاتصالات، وهو ما يجعل اليمن من أبرز المستفيدين في ظل الظروف الحالية. وكانت اليمن أول دولة في الشرق الأوسط تُفعّل رسميًا خدمة الإنترنت الفضائية "ستارلينك" بعد توقيع اتفاق حكومي مع الشركة في أغسطس/آب من العام الماضي، وتدشين الخدمة في سبتمبر/أيلول. وأكد إيلون ماسك أن وصول الخدمة إلى اليمن يأتي ضمن خطة لتوسيع تغطية الإنترنت الفضائية عالمياً، خصوصاً في المناطق النائية. وتتوفر الخدمة حاليًا في عدة دول عربية، بينها سلطنة عمان وقطر والبحرين والأردن، كما منحت السعودية موافقتها لتشغيلها مبدئيًا في قطاعي الطيران والملاحة البحرية.