يرى الكاتب والمحلل السياسي د. حسين لقور أن زيارة وفد حزب التجمع اليمني للإصلاح إلى العاصمة البريطانية لندن لا يمكن فصلها عن التحولات العميقة التي شهدها المشهد اليمني خلال العامين الأخيرين، والتي أفرزت واقعًا جديدًا أعاد رسم موازين النفوذ والأدوار داخل البلاد.
ويؤكد د. حسين لقور أن هذا التحرك يعكس حالة انكفاء داخلي يواجهها الحزب، في ظل تراجع حضوره الفاعل على الأرض، وعجزه عن التأثير في مسار الأحداث كما كان عليه في مراحل سابقة، ما دفعه إلى البحث عن مسارات خارجية لتعويض الخسارة الداخلية.
ويشير د. حسين لقور إلى أن بريطانيا تُعد محطة تقليدية لجماعة الإخوان المسلمين وفروعها في المنطقة، حيث شكّلت تاريخيًا بيئة لإعادة التموضع السياسي والفكري عند تعثر الأدوار الإقليمية، معتبرًا أن لقاء وفد الإصلاح مع أعضاء مجلس العموم البريطاني يأتي في إطار استدعاء هذا الدور أكثر من كونه انفتاحًا على مسار جديد.
ويضيف د. حسين لقور أن العودة إلى العواصم الغربية غالبًا ما تكون مؤشرًا على أزمة داخلية، تلجأ إليها القوى التي تفقد تأثيرها المحلي، إلا أن هذا الخيار يظل محدود الجدوى ما لم يكن مدعومًا بواقع ميداني مؤثر.
ويختتم د. حسين لقور بالقول إن هذه التحركات، رغم ما تحمله من نشاط دبلوماسي وزخم إعلامي، لن تغيّر اتجاه البوصلة السياسية في اليمن، بل تعكس انتقال حزب الإصلاح من موقع الفعل إلى موقع الدفاع عن البقاء في مرحلة تتسم بتسارع التحولات وتقلّص الخيارات.