آخر تحديث :الإثنين-05 مايو 2025-12:40ص
رياضة

موهبة تتحدى الجبال .. عبدالله علي الكلدي.. نجم كروي يُبدع من غرفة منزله

الأحد - 04 مايو 2025 - 09:13 م بتوقيت عدن
موهبة تتحدى الجبال .. عبدالله علي الكلدي.. نجم كروي يُبدع من غرفة منزله
بقلم: صالح البخيتي

في أعالي جبال موفجة بيافع وتحديداً في قرية المعزبة بمديرية سرار يافع بمحافظة أبين، تتجلّى قصة كفاح وإبداع بطلها شاب لم تمنعه الظروف من الحلم ولم تقف الجغرافيا الصعبة عائقاً أمام طموحه عبدالله علي حسين ثابت بن عبدالباقي الكلدي والمولود بتاريخ 25 يونيو 2008م وطالب الصف الثاني الثانوي القسم العلمي بثانوية سرار النموذجية يخطو خطواته الأولى في عالم الكُرة من مكان غير مألوف غرفة منزله البسيطة.


وسط تضاريس قاسية ونقص حاد في البنية التحتية الرياضية برز عبدالله بموهبة لافتة وإصرار قلّ نظيرهُ لم يمتلك ملعباً ولا حتى ساحة ترابية بل اكتفى بفضاء غرفته الضيقة التي حولها إلى مسرح لتمارينه اليومية، يؤدي فيها حركات فنية واحترافية ويتدرب على المراوغة و التحكم والتسديد..وإذا أراد الانطلاق وجد في سطح منزله العالي متنفساً رياضياً لا يضاهيه إلا طموحه الجامح.


مهارات تذهل... وواقع يؤلم


ما يقدمه عبدالله من أداء كروي لا يمكن أن يصدر إلا عن موهبة نادرة تجمع بين الموهبة الفطرية والاجتهاد الذاتي لان قدرته على التحكم بالكرة وخفة حركته وبراعته في التمركز، تُظهر مستوى لا يليق بشاب لم تطأ قدماه ملعباً نظامياً إنه نموذج واقعي يُجسِّد كيف يمكن أن تُزهر الموهبة في أكثر البيئات تهميشاً إذا وُجد الإصرار والدافع.


لكن المؤلم أن هذه الموهبة – كما العشرات من أمثالها في الأرياف اليمنية - تظل رهينة للإهمال ضحية لغياب الخطط التنموية والرعاية المؤسسية للرياضة في المناطق النائية.


نداءً لكل من بيده القرار


من هذا المنبر نوجه دعوة عاجلة وصادقة إلى وزارة الشباب والرياضة، والاتحاد اليمني لكُرة القدم، والسلطات المحلية في مديرية سرار ومحافظة أبين ونقول لهم: لا تتركوا عبدالله وحده يصارع جدران بيته لا تضيّعوا فرصة احتضان نجم واعد قد يكون أحد ممثلي الوطن في المحافل الدولية، إن توفرت له الإمكانيات.. لانه لا يطلب المستحيل وانما فقط ملعب صغير ومدرب يتبناه ومسؤول يُنصت له.


أمل من بين الجدران ..ما يفعله عبدالله اليوم من إنجاز داخل جدران غرفته، يؤكد أن الموهبة لا تعرف حدوداً، وأن الإبداع لا ينتظر توفر الظروف المثاليةبل إن هذه الظروف الصعبة تكون أحياناً محفزاً لصقل الشخصية وتشكيل المبدع الحقيقي.


غرفة عبدالله الصغيرة قد تكون اليوم موطن تمرينه، لكنها غداً قد تتحول إلى ذكرى جميلة في قصة صعود نجم سطع من بين الجبال، نحو آفاق لم يكن يحلم بها لولا إيمانه بنفسه وحبّه لكُرة القدم.


قصة عبدالله ليست مجرد حكاية فردية بل تمثل صوت كل موهبة ريفية تبحث عن فرصة. إنه مثال يُحتذى لكل شاب يملك شغفاً ويواجه قيوداً .. عبدالله لم ينتظر الدعم ليبدأ بل بدأ وما ينتظره اليوم هو من يأخذ بيده نحو تحقيق الحلم

فهل من مُجيب؟